البكتيريا النافعة تفيد طفل الحساسية
مقدمة
إن جسمك يحتوي على خلايا بكتيرية أكثر بعشر مرات من الخلايا البشرية! كذلك البكتيريا النافعة توجد أيضًا داخل جسمك، وعلى جسمك، وتعيش غالبًا في أمعائك.
من المهم أن نحافظ على وجود البكتيريا النافعة بأجسامنا؛ فهي تساعد في هضم المواد الكيميائية التي لا يستطيع جسم الإنسان تكسيرها مثل العديد من الكربوهيدرات والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
كيف يمكن للبكتيريا أن تفيد طفل الحساسية؟
ينتج مرض حساسية الطعام عن عدم وجود بعض البكتيريا النافعة في أمعاء الإنسان. فإن فقدان هذه البكتيريا بمثابة مفتاح يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بحساسية الطعام.
يسعى العلماء إلى علاجات جديدة تمنع تطور الحساسية الغذائية لدى الأطفال حديثي الولادة المعرضين للخطر، وقد تأخذ العلاجات شكل البروبيوتيك (مزيج من البكتيريا النافعة) أو الأدوية التي تحفز جهاز المناعة.
وبالنسبة للملايين الذين يعانون بالفعل من الحساسية الغذائية، فإن البكتيريا النافعة قد تكون قادرة على علاج مرضهم.
فهناك إمكانية لعلاج شخص مصاب بحساسية غذائية مؤكدة وإعادة ضبط جهاز المناعة لديه بواسطة البكتيريا النافعة.
اسباب موت البكتيريا النافعة في المعدة
يمكن أن يساعد البروبيوتيك في تجديد وزيادة البكتريا المفيدة في الأمعاء، ومن ناحية أخرى فإن تناول المضادات الحيوية غير الضرورية يمكن أن يكون سببًا لموتها.
فقد ساهم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بشكل مباشر في تطوير البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل: المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
لقد بدأنا للتو في إدراك أن هناك جانبًا سلبيًا آخر لتناول المضادات الحيوية فهي من أسباب موت البكتيريا النافعة في المعدة!
اقرأ أيضًا حساسية المضاد الحيوي.
اضرار نقص البكتيريا النافعة
الجهاز الهضمي هو موطن لتريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك أكثر من 1000 نوع من البكتيريا.
وتلعب هذه الميكروبات أدوارًا حاسمة في الصحة والمرض.
يمكن أن تؤثر بكتيريا الأمعاء على بيولوجيا الأشخاص، فمثلا يمكنهم التفاعل مع الهرمونات لتحفيز الالتهاب.
وجد الباحثون أيضًا روابط بين اختلالات بكتيريا الأمعاء وعمل الجهاز العصبي والدماغ.
إن ميكروبات الأمعاء تعمل في شراكة وثيقة مع الجهاز المناعي للأمعاء، وتشكل عضوًا وظيفيًا مناعيًا معقدًا مع مجموعات خاصة بها من الخلايا المناعية والرسائل الكيميائية والبكتيريا.
فيمكن لأي تغيير في التوازن بين ميكروبات الأمعاء ومكونات الجهاز المناعي أن يؤدي إلى مجموعة من الأمراض.
ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وتعطيل علاجه.
إن الأطفال الذين لديهم تركيبة معينة من الفلورا المعوية، الذين لديهم عدد أقل من البكتيريا النافعة وعدد أقل من البكتيريا الضارة يميلون إلى تطوير المزيد من الحساسية.
لذلك يبدو أن الحصول على التوازن الصحيح للكائنات الدقيقة في أمعائنا، وخاصة الكميات المناسبة من بكتيريا البروبيوتيك، هو جزء أساسي من الحفاظ على نظام المناعة الصحي ومنع تطور أمراض الحساسية.
تم إثبات ذلك من خلال العديد من الدراسات التي اختبرت أنواعًا معينة من البكتيريا لمعرفة ما إذا كان بإمكانها استعادة توازن الكائنات الحية داخل الأمعاء وكذلك علاج أعراض الحساسية، أظهرت النتائج أنها تستطيع ذلك.
اقرأ أيضًا أوميكرون ومرضى الحساسية.
الآثار الجانبية لعدم وجود البكتيريا النافعة في المعدة
إن عدم وجود بكتيريا معينة في الأمعاء يسبب حساسية الطعام، وهي حالة تؤثر على ملايين الأشخاص.
كذلك تجديد بكتيريا الأمعاء الرئيسية يمكن أن يساعد في علاج حساسية الطعام.
تستخدم البكتيريا المفيدة لتغيير رد فعل الجهاز المناعي، بدلاً من استهداف أي نوع معين من مسببات الحساسية الغذائية.
ويمكن أن تعالج هذه الطريقة جميع أنواع الحساسية الغذائية دفعة واحدة، ويمثل هذا تغييرًا جذريًا في نهج علاجات الحساسية الغذائية.
البكتيريا النافعة لمنع الحساسية في الرضع
هناك علاقة عكسية بين الأمراض التأتبية (الحساسية، والربو، والأكزيما) وزيادة البكتريا النافعة في الأمعاء بواسطة البروبيوتيك.
وأيضًا الوقاية من الإكزيما عند الرضع المعرضين لخطر كبير أمر ممكن عن طريق تعديل تكوين نبتة أمعاء الرضيع بالبروبيوتيك والبريبايوتكس (أنواع معينة من السكر المعروف أن بكتيريا البروبيوتيك تستخدمها بسهولة وبالتالي تحفز نموها).
اجريت دراسة لمعرفة ما إذا كانت مكملات البروبيوتيك والبريبايوتكس تقلل من حدوث الحساسية لدى الأطفال.
في الدراسة، تم تقسيم 1223 امرأة حامل كان أطفالهن الذين لم يولدوا بعد معرضين لخطر الإصابة بأمراض الحساسية (بسبب تاريخ العائلة) إلى مجموعتين.
أعطى الباحثون النساء 4 بكتيريا بروبيوتيك مستحضر لمدة 2-4 أسابيع قبل الولادة.
بعد الولادة، تم إعطاء أطفال النساء نفس مستحضر البروبيوتيك بالإضافة إلى البريبايوتك للأشهر الستة الأولى من حياتهم قبل الولادة، ثم لأطفالهم خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
عندما بلغ الأطفال سن الثانية من العمر، قام الباحثون بتقييم الإصابة التراكمية لأمراض الحساسية
مثل: حساسية الطعام، والأكزيما، والربو، والتهاب الأنف التحسسي. باستخدام استجابات اختبار وخز الجلد أو وجود مستضد IgE في عينات الدم.
إن مستضد IgE هو نوع من الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي والتي ترتبط بجزيئات الطعام، وحبوب اللقاح، ومسببات الحساسية الأخرى لتسبب رد فعل تحسسي.
أظهرت نتائج الدراسة أنه على الرغم من عدم وجود انخفاض في إجمالي الإصابة بأمراض الحساسية بين الرضع، إلا أن البروبيوتيك قلل من أمراض الحساسية المصاحبة لـ IgE وكان فعالًا بشكل خاص في تقليل حالات الأكزيما و الأكزيما التحسسية.
أظهر البحث أيضًا أن بكتيريا البروبيوتيك استعمرت بنجاح القنوات المعدية المعوية للرضع، ومن المعروف أن هذه البكتيريا تقدم العديد من الفوائد الأخرى إلى جانب تلك التي تم فحصها في هذه الدراسة.
اقرأ أيضًا هل المنتج يحتوي على مسبب للحساسية أم لا؟
زيادة البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي
يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي متنوع غني بالأطعمة الكاملة إلى تكوين ميكروبيوم (الوحدة الميكروبية الموجودة في الأمعاء) متنوع، وهو أمر مفيد لصحتك.
أيضًا تساعد الرضاعة الطبيعية على تطوير ميكروبيوم صحي لدى الرضيع، وترتبط الرضاعة الطبيعية أيضًا بانخفاض معدلات الحساسية والسمنة عند الرضع.
إن الرضع الذين يتغذون على اللبن الصناعي لديهم ميكروبيوم متغير يحتوي على عدد أقل من البكتيريا النافعة مقارنة بالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
أيضًأ تعمل الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتكس على تعزيز نمو عدة أنواع من البكتيريا المفيدة، بما في ذلك Bifidobacteria.
ويمكن أن تقلل أيضًا من عوامل الخطر لبعض الحالات الصحية عن طريق خفض مستويات الأنسولين، والدهون الثلاثية، والكوليسترول.
إن البروبيوتيك لا تغير بشكل كبير من تكوين ميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص الأصحاء، ومع ذلك فإنها قد تحسن وظيفة الميكروبيوم لدى أولئك الذين يعانون من ظروف صحية معينة.
أطعمة تزيد من البكتيريا النافعة
1. الفواكه والخضروات
يحتوي العديد منهم على نسبة عالية من الألياف؛ تعزز الألياف نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، بما في ذلك أنواع معينة مثل بكتيريا Bifidobacteria.
تتضمن بعض الأطعمة الغنية بالألياف المفيدة لبكتيريا الأمعاء ما يلي:
- توت العليق،.
- الخرشوف.
- البازلاء الخضراء.
- البروكلي.
- الحمص.
- العدس.
- الفاصوليا.
- الحبوب الكاملة.
- الموز.
- التفاح.
2. الأطعمة المخمرة
الأطعمة المخمرة مثل الزبادي العادي تفيد الميكروبيوم (الوحدة الميكروبية الموجودة في الأمعاء)، من خلال تعزيز وظيفتها وتقليل وفرة البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء.
3. الأطعمة الغنية بالبوليفينول (Polyphenols)
البوليفينول عبارة عن مركبات نباتية لها العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم والالتهابات ومستويات الكوليسترول والإجهاد التأكسدي.
لا تستطيع الخلايا البشرية دائمًا هضم مادة البوليفينول؛ نظرًا لعدم امتصاصها بكفاءة فإن معظم مادة البوليفينول تشق طريقها إلى القولون، حيث يتم هضمها بواسطة بكتيريا الأمعاء.
الأطعمة الغنية بالبوليفينول مثل :الكاكاو، و الشوكولاتة الداكنة، وقشر العنب، والشاي الأخضر، واللوز، والبصل، والتوت، والبروكلي.
فيمكن أن يزيد البوليفينول من تناول الكاكاو من بكتريا Bifidobacteria النافعة في الأمعاء، ويقلل من كمية بكتيريا Clostridium الضارة.
ترتبط أيضًا هذه التغييرات في ميكروبيوم الأمعاء بمستويات أقل من الدهون الثلاثية والبروتين التفاعلي C (وهو علامة على الالتهاب).
4. الحبوب الكاملة
تحتوي الحبوب الكاملة على كربوهيدرات غير قابلة للهضم يمكن أن تعزز نمو البكتيريا المفيدة داخل ميكروبيوم الأمعاء.
قد تؤدي هذه التغييرات في ميكروبيوم الأمعاء إلى تحسين بعض جوانب الصحة الأيضية.
ومع ذلك، الحبوب المحتوية على الغلوتين مثل: القمح، والشعير، والجاودار قد تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء عن طريق زيادة نفاذية الأمعاء والالتهابات لدى بعض الأشخاص.
5. النظام الغذائي النباتي
يؤدي إلى انخفاض مستويات البكتيريا المسببة للأمراض لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، وكذلك انخفاض في وزن الجسم، والالتهابات، ومستويات الكوليسترول.
تعزز الأنظمة الغذائية التي تحتوي على أطعمة حيوانية نمو أنواع مختلفة من البكتيريا المعوية أكثر من الأنظمة الغذائية النباتية.
لذا الأنظمة الغذائية النباتية قد تفيد ميكروبيوم الأمعاء؛ بسبب محتواها العالي من الألياف.
6. الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
يمكنك زيادة تناول البروبيوتيك عن طريق استهلاك المزيد من الأطعمة المخمرة، مثل: الكيمتشي (kimchi)، والكافيار، ومخلل الملفوف، والزبادي.
اقرأ أيضًا الأطعمة المسببة للحساسية… بدائلها و 5 طرق للكشف عنها.
طرق اختيار أدوية البكتريا النافعة
يعد اختيار مكمل البروبيوتيك عالي الجودة أمرًا ضروريًا ويمكن أن يمثل تحديًا، هناك أربع قضايا رئيسية تحدد فعالية البروبيوتيك:
- جدوى البكتيريا: هل ما زالوا على قيد الحياة؟ وهل سيبقون على قيد الحياة في أمعائك؟ لمحاولة تجنب هذه المشكلة اختر دواء يتم تبريده أثناء النقل والتخزين أيضًا. حتى لو تم تجفيف الدواء بالتجميد، مما يساعد في الحفاظ على صلاحيته.
- الكمية: دواء البروبيوتيك الجيد يضمن حصولك على 25 مليار بكتيريا حية على الأقل، هناك عدد قليل جدًا من المكملات الغذائية القادرة على تزويدك بهذه الكمية من البكتيريا النافعة!
- السلالة: قد لا تتطابق أنواع وسلالات البكتيريا الجيدة الموجودة في المكملات مع الأنواع أو السلالات التي تحتاجها أمعائك للوصول إلى مستويات صحية ومناسبة؛ تُعَدْ بعض أنواع وسلالات البروبيوتيك أكثر مقاومة للالتهابات من غيرها.
يمكن قياس مستويات معينة من أنواع مختلفة من البكتيريا الجيدة، وتحديدها على أنها ناقصة من خلال تحديد النسب الميكروبية في القناة الهضمية عن طريق اختبار تحليل DNA للبراز. - الملوثات: تضيف بعض الشركات عددًا من الأنواع المختلفة وسلالات البكتيريا إلى منتجاتها، تحتوي العديد من منتجات البروبيوتيك على إضافات غير ضرورية أو مسببات الحساسية الغذائية مثل: منتجات الألبان أو فول الصويا.
منتجات الألبان شائعة بشكل خاص؛ لأنها غالبًا ما تستخدم في إنماء البكتيريا المفيدة، وهذا يمثل مشكلة خاصة للأشخاص الذين لديهم حساسية من منتجات الألبان أو عدم تحملها. يجب أن يكونوا على دراية بهذه المشكلة والبحث عن بروبيوتيك خالٍ من منتجات الألبان.
بقلم الدكتورة: تسبيح شاهين.
References
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/325560#Food-allergy-and-gut-bacteria
- https://ibstreatmentcenter.com/2012/10/good-bacteria-deficiencies-and-probiotics.html#:~:text=The%20goal%20of%20treatment%20with%20probiotics%20is%20to,reduce%20the%20amount%20of%20gas%20that%20you%20produce
- https://www.healthline.com/nutrition/improve-gut-bacteria
- https://www.ei-resource.org/news/allergy-news/studies-show-beneficial-effects-of-probiotic-bacteria-on-allergy-symptoms/