انواع الحساسية وأعراضها

التنمر على أطفال الحساسية واقع يجب محاربته

التنمر على أطفال الحساسية واقع يجب محاربته

إنها ليست مزحة (it’s not a joke) ….التنمر والحساسية الغذائية، ما العلاقة بينهما.

تحت هذا الشّعار أطلقت منظمة أمريكيّة غير ربحيّة حملةً لصالح الأطفال المصابين بالحساسيّة الغذائيّة، وذلك للتنبيه بخطورة التّنمر ‏الذي تتعرّض له هذه الفئة من الأطفال و خاصةً الأطفال في المدرسة.

قد صرّحت الكلية الأمريكيّة للحساسّية في أحدث دراساتها للموضوع  أن كل طفل من أصل 5 أطفال مصابين بالحساسيّة الغذائية يتعرض للتنمر. و هي فعلا إحصائيات تستدعي دراسات وحلول ضروريّة لحصر هذه الظاهرة.

العلاقة بين الحساسية الغذائية والتنمر

تُعرّف الحساسية الغذائية أو كما هو شائع (حساسية الطعام) على أنها استجابة تحسسية للجسم مما تؤدي إلى ردود فعل خاطئة من الجهاز المناعي تجاه بروتين الطعام.

تحدث الأعراض مباشرةً بعد تناول طعام معين أو أي أشياء أخرى تحتوي نفس التركيبة التي يحتوي عليها الطعام المسبب للحساسية مما يؤدي إلى ظهور أعراض معينة مثل:

  • الطفح الجلدي.
  • وخز في الفم مع تضخم الشفاه و احمرار الفم.
  • آلام في البطن.
  • الغثيان و الإسهال.
  • صعوبة في التنفس.
  • الدوخة و الدوار و أعراض أخرى تختلف في حدتها من شخص لآخر.

وقد يتفاقم الوضع في بعض الأحيان منا يؤدي إلى حساسية مفرطة تكون أعراضها أكثر شدّة إن لم نقل قاتلة في حالة عدم علاجها بشكل فوري.

ويُعد العلاج الأمثل لكل ذلك هو الانقطاع عن تناول ذلك الطعام المُسبب لكل هذه الأعراض. بالإضافة إلى ذلك الانقطاع الكلي عن أي أغذية أو سوائل تحتوي على مكونات مشابهة لذلك الطعام مهما كانت الكمية.

و من ثم  فإن أطفال الحساسية الغذائية يكون لديهم سلوك غذائي خاص بهم وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة للتنمر.

قد يستطيع أفراد العائلة والأشخاص المقربين تفهم الموضوع و الحرص على سلامة الطفل المصاب على الرغم من وجود بعض الصعوبات في القيام بذلك.

لكن عند الوصول إلى سن المدرسة، وخروجهم من البيت، واختلاطهم بالأطفال الآخرين يتعرضون لمختلف المضايقات أو للتنمر اللفظي.

ما الذي يواجهه أطفال الحساسية نتيجة التنمر؟

فحسب ما يصرّح به التلاميذ المصابين بالحساسية الغذائية، فهم يتعرضون للتنمر خاصةً في فترات الراحة وعند تناول الطعام.

قد يكون زملاؤهم المتنمرون في غالب الأحيان غير ملمين بجوانب الموضوع ومخاطره مما يؤدي إلى التعامل مع حمية زملائهم بالسخرية والضحك. بالإضافة إلى ذلك يتعمدون أحيانا إثارة شهيتهم والتلويح بذلك الطعام الممنوع تناوله أو رشقهم به وتوسيخ ملابسهم. كذلك يتعمدون تقريبها من أنوفهم وأفواههم بشكل كبير للسخرية.

علاوة على ذلك يتجرؤون أحيانا على وضع كميات منها خفيةً في أطباقهم و استعمالها كمزحة للضحك عليهم و انتقادهم.

و تحت كل هذا الضغط قد يجد الطفل المصاب نفسه مرغما على إخفاء ما يعاني منه أو مرغما على تناول ما يضره. خوفا من التنمر عليه و خجلا من اختلافه عن باقي الأطفال.

(وهذا ما قد يعرض الكثير من الأطفال لخطر الوفاة لا قدر الله).

ما تأثير التنمر على الطفل؟

بالإضافة إلى كل الأعراض الجسدية الناتجة عن كل ذلك. فنجد أعراضا نفسية قد تكون آثارها وخيمة على البناء النفسي و الشخصي للطفل.

إن مجرد الشعور بالاختلاف داخل الجماعة قد يعطي الطفل إحساسا بعدم الانتماء مما يؤدي إلى ميل الطفل للعزلة و فقدان الثقة في من حوله.

قد يشعر الأطفال بالرفض وعدم التقبل داخل المجتمع نتيجة التنمر عليهم. وقد يصل الأمر للإصابة بالرهاب الاجتماعي في بعض الحالات.

ونجد أيضا الطفل يشعر بالخوف و القلق الدائم و عدم الإحساس بالأمان داخل المدرسة.

و قد تكون كل هذه العوامل بوابة لاضطرابات نفسية أكثر حدة على المدى الطويل كالقلق، والاكتئاب، و الرهاب الاجتماعي، و التبول اللاإرادي. وغيرها من الاضطرابات التي تؤثر على النمو السليم للطفل، وبالتالي تؤثر في بناء شخصية سوية مستقلة له.

ما هي الاستراتيجيات التي تم وضعها للتغلب على التنمر؟

و في ظل كل هذه التداعيات و حفاظا على الصحة النفسية لأطفال الحساسية الغذائية. أصبح من الضروري وضع استراتيجيات تربوية فعالة للوقوف بالمرصاد لكل ما يتعرضون للتنمر.

وقد يكون أهم شيء في ذلك هو القيام بحملات واسعة توعوية وتعريفية بحساسية الطعام.

فمعظم المتنمرين من الأطفال لا يدركون خطورة ما يقومون به. ويأخذون ذلك على أنه اختلاف في النمط الغذائي فقط.

لذلك من الضروري تعريف المدرسين والطاقم الإداري بطبيعة الحساسية وخطورتها وأعراضها. كذلك ما قد يحدث عند تناول الطعام المسبب للحساسية حتى وإن كان بكميات قليلة جدا.

علاوة على ذلك تحديد المخاطر الناجمة عن التنمر والإلحاح على ضرورة تقبل زملائهم بما هم عليه، واحترام اختياراتهم و طريقتهم في تناول الأطعمة.

إن تدخل الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين خطوة ضرورية جدا من أجل مساعدة الأطفال على التأقلم داخل المدارس. بالإضافة إلى تدريبهم لفرض أنفسهم داخل الجماعة و عدم الخجل من نظامهم الغذائي المختلف عن باقي الأطفال.

وكذلك تشجيعهم على التصريح بما يتعرضون له. وإبلاغ المرشدين و الأخصائيين على حالات التنمر التي يتعرضون لها لتتم عملية التدخل والتكفل بشكل فعال.

من الضروري على أولياء الأمور التقرب من المدرسين والمشرفين التربويين و إبلاغهم مُسبقا مما يعاني منه الطفل.

يجب على أولياء الأمور أن يحرصوا على بناء علاقات جيدة مع أطفالهم ومحاورتهم بشكل مستمر مع إعطائهم كل الأريحية في التعبير عن ما يشعرون به.

بالإضافة إلى ذلك معرفة مختلف تفاصيل يومياتهم داخل المدرسة. وذلك من أجل مساعدتهم على تخطي الصعوبات التي يواجهونها في التأقلم وفق نظامهم الغذائي الخاص.

يستغل الطفل المتنمر وجود ضعف ما أو اختلاف معين في ضحيته، و يحاول فرض نفوذه وشخصيته على الآخرين.

إن البناء الشخصي السليم و المرافقة النفسية لأطفال الحساسية الغذائية أمر يجب أخذه بجدية.

 

بقلم لغوق نسرين

أخصائية نفسانية تخصص علم النفس العيادي.

https://www.aafa.org/no-appetite-for-bullying/

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى