السيلياك وحساسية القمح و الغلوتين

السيلياك والاكتئاب و الأعراض النفسية لهما

بقلم بيان الرملي

السيلياك والاكتئاب يرتبطان معاً، فالقلق والتوتر والإجهاد شكاوى شائعة لدى مرضى السيلياك.

سواءً كان ذلك في بداية التشخيص أم خلال الأيام التي يتعايش بها مع المرض، فالصحة النفسية لمريض السيلياك جدا مهمة وتؤثر على التزام المريض بالحمية.

هذا المقال سيكون حل لكل من يعاني من الاكتئاب مع ذكر الأسباب والأعراض.

 

ما هو مرض السيلياك؟

السيلياك هو مرضٌ مناعيٌّ ذاتي وراثي، يصيب الأشخاصُ الذينَ يملكونَ تاريخًا عائليًا بالمرضِ، فالأشخاصُ الذينَ لديهم في العائلةِ أحدٌ مصابٌ بمرضِ السيلياك (الوالد أو الطفل أو الأخ أو الأخت)، معرضونَّ لخطرِ الإصابةِ بهِ بنسبةٍ كبيرةٍ.

وسببه ردة فعل مناعي تجاه بروتين الجلوتين الموجود في القمح والشعير والجاودار لدى بعض الأشخاص، فحينما يتناول الشخص الغلوتين يحدث في الامعاء الدقيقة ردة فعل من الأجسام المضادة تجاه الغلوتين مسببا العديدَ منَ المشاكلِ الصحية؛ كسوء الامتصاص للعناصر الغذائية.

ووفقاً للإحصائياتِ فإنَّ السيلياك يصيبُ 1 من كل 100 شخص ٍ في العالم، ولكنَّ عددَ من يُشخَّصُ بشكلٍ صحيحٍ يبلّغُ حواليَّ 30% فقط. 

 كما أنَّ احتماليّةَ تطورِ مرضِ السيلياك تكونُ موجودةً في أيِّ مرحلةٍ عُمريّةٍ، إذْ تبدأُ بعدَ أن تناولِ المريضُ الأطعمةَ التي تحتوي على الجلوتين، والذي يستوجِّبُ التدخّلَ الطبيَّ وتلقّي العلاجِ اللازم؛ فإذا تُرِكَ المريض دونَ علاج، فقد يسببُ ذلكَ مُضاعفاتٍ صحيّةٍ تؤثِّرُ على حياته. 

 

السيلياك والاكتئاب
السيلياك والاكتئاب

الأعراض النفسيّةِ المرتبطةِ بمرضِ السيلياك:

 يؤثِّرُ مرضُ السيلياك الّذي لا يُعالجُ على الحالةِ النفسيّةِ للمريضِ، وعلى الإدراكِ وسلوكيّاتهِ، فتجعلُ المريضَ أكثرَ قلقًا وعُرضّةً للاكتئابِ والتعبِ، ممّا يؤَثِّرُ على حياتهِ ليسَ فقط صحيّا، بل واجتماعيًا ونفسيًا، ومن الأعراضِ النفسيّةِ الشائعةِ التي يُعاني منها المريض: 

  • التغيّراتِ المِزاجيّةِ، والإرهاق، وعدمُ القدرةِ على النومِ المريح. 
  • الرُّهاب، والمعاناةِ من الوساوسِ ونوباتِ الهلع، والغضب. 
  • اضطراباتُ الأكل. 
  • القلقُ الاجتماعيُّ. 
  • مشاكل في الحركةِ. 
  • صعوبةٌ في الانتباهِ. 

إقرأ المزيد: أعراض مرض السيلياك.

 العلاقةُ بينَ السيلياكِ والاكتئاب:

قد وصفت عدة تقارير صعوبات التعايش مع مرض السيلياك لدى البالغين والأطفال، ولا سيما فيما يتعلق بتأثير هذه الحالة على العوامل الجسدية و الاجتماعية والعاطفية وليس من الواضح ما السبب في هذا التأثير وقد تكون الإصابة الطويلة بالمرض دون تشخيص. 

وقد يكون بسبب الحمية التي تجبرهم على الحرمان والعزلة، في حين أن الأمراض النفسية في مرض السيلياك أيضًا ثانوية مقارنة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى. على سبيل المثال، كارتا وآخرون. و الغدة الدرقية وقد يمكن أن يمثل المرض عامل خطر كبير للإصابة بالاكتئاب واضطرابات الهلع إن لم يُعالج.

أما عن السبب قبل التشخيص قد يكون بسب نقص تدفق الدم الدماغي في بعض مناطق الدماغ، نتيجة لنقص الفيتامينات بسبب سوء الامتصاص الحاصل من تضرر الأمعاء أو فرط الهوموسستئين في الدم، والذي قد يحدث عن طريق إتلاف حاجز الدم في الدماغ، وهذه المشاكل تُحل من خلال اتباع الحمية الصحيحة الصارمة تجاه الغلوتين.

 

استراتيحيّاتِ التعامل مع السيلياك والاكتئاب:

من استراتيحيّاتِ التعامل مع مرضى السيلياك والاكتئاب، ما يأتي:

  • النظامُ الغذائيُّ الخالي من الجلوتين:  

 إنَّ الالتزامَ بنظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ هو العلاجُ المُتاحُ لمرضِ السيلياك والاكتئاب، والّذي يُحسِّنُ من الصحَّةِ الجسديّةِ والنفسيّةِ للمريض ويقلل تعرض المريض للانتكاسات وسوء الامتصاص الذي يؤثر على العناصر الغذائية للمريض.

  • التحدّث والتعبيرُ إلى شخصٍ مقرّب والانضمامِ إلى مجموعاتِ الدعم: 

 إنَّ التحدثَ إلى شخصٍ قريب، وإخبارهُ بالمشاعر، وكذلك مشاركةُ أشخاصٍ يعانونَ من نفسِ الأعراضِ، يخفِّفُ العبءَ ويساعدُ على تجنُّبِ الوصولِ إلى مرحلةِ الاكتئاب.

ويجب أيضا التحدث مع المجتمع عن مرض السيلياك والتوعية به وخطورته، والحديث عن الحمية المتبعة وعدم الخجل منها.

  • الحركةُ المستمرَّةُ: 

القيامُ بالتمارينِ الرياضيَّةِ يُساعدُ على إفرزِ موادٍ كيميائيّةٍ تسمى “الإندورفين” وهو المسؤول عن تحسينِ المِزاج، وتشكيلِ صلابةٍ ضدَ الاكتئاب. 

  • مواجهةُ الأفكار: 

 إنَّ كيفيّةَ تفكيرِنا وتفسيرِنا للمواقفِ ينعكسُ على شعورِنا وحالتِنا النفسيّة، ولنستطيعَ ذلكَ علينا:

تنقيّةُ الأفكارِ: من خلالِ تعزيزِ الأفكارِ الإيجابيةِ والتخلُّصِ من السلبيّةِ منها. 

التوقّفُ عن المبالغةِ: وذلكَ من خلالِ عدمُ افتراضِ وتصوُّرِ ما ليسَ موجود، واستباقِ الأحداثِ وتهويلِها. 

تغييرُ النظرةِ للأشياء: وذلك بالتوقّفِ عن رؤيةِ الأشياءِ باللونينِ الأبيضِ والأسود، فهناكَ ألوانٌ أخرى أكثرَ إيجابيّةٍ. 

 اليقظةُ الذهنيّة: وهي الاهتمامُ باللحظةِ التي يعيشُها الشخص، والتفكيرُ فيها على أنّها لن تعود. 

التعاطفُ مع النفس: كنْ رؤوفًا بنفسك، تعلّم أن تضعَ لنفسكَ الأسبابَ والمبررَاتِ، لا تنتظر الدعمَ فقط من الآخرين؛ فلن يحبّكَ أحدٌ كما تحبُّ أنتَ نفسك. 

نصائح لتحسينِ جودةِ الحياةِ لمن يُعانونَ من السيلياك والاكتئاب:

لا بدّ للأشخاصِ الذينَ يعانون من هذا المرض اتباعُ النصائحِ التالية؛ وذلكَ للتخفيفِ عن أنفسهم،سواء كانوا أطفالًا أم كبار، فلا بدّ للأهلِ من معرفةِ كيفيّةِ التصرّف، ومن هذه النصائح: 

  • استشارة أخصائي التغذية. 
  • ممارسة الرياضة بشكلٍ يومي. 
  • التعرّف على المنتجات التي تحتوي على الجلوتين. 
  • تناول المكملات الغذائية حسب تعاليمِ الطبيب (مثل فيتامين ب والإنزيمات الهضمية). 
  • إخبار الطبيب بأي مشاكل صحيّة تشعرُ بها. 
  • الحصول على الدعم من خلال التواصل مع الآخرين وعدمِ الانعزالِ والتعبيرِ عمّا تشعرُ به. 
  • دعم المريض إن كان طفلا بتعزيز مواهبه.
  • تشكيل مجموعات من المصابين والمساهمة في نشر التوعية بمرض السيلياك.

إنَّ الحلَّ يَكمنُ بأن يحاولَ المريضُ بنفسهِ، ويساعدَ نفسهُ قبل أن يعتمدَ على الآخرين ويطلبَ منهم المساعدة. 

 

السيلياك والاكتئاب
السيلياك والاكتئاب

أسبابُ ظهور الأعراض المرتبطة بالسيلياك والاكتئاب:

  • عدمُ الالتزامِ بالنظامِ الغذائيِّ الذي لا يحتوي على الجلوتين.
  • اضطراب في عملِ الغدةِ الدرقيّة. 
  • عدم التأقلّمِ مع التعاليمِ الغذائية.  
  • عدم تقبّل التغيّراتِ الاجتماعيّةِ التي تنتجُ بسببِ اتباعِ الأنظمةِ الغذائية. 

 

إقرأ المزيد: السيلياك والغدة الدرقية

ونتيجةَ عدمِ الاستفادةِ من العلاجِ تزدادُ احتماليةُ الاصابةِ بالاكتئاب عندَ المرضى الذينَ يُعانونَ من مرضِ السيلياك (السيلياك والاكتئاب)، وهذا حلّهُ من قبلِ المريضِ وأهلهِ أولاً، بالالتزامِ بأوامرِ المختصِ والطبيب، والمداومةِ  وتلقّي العلاجِ والاستمرارِ عليهِ والتأقلّمِ معه، دونَ رفضٍ يزيدُ خطرَ الإصابةِ بالاكتئاب إذ أنَّ الاكتئاب يؤثرُ على الأشخاصِ الذين يعانون من السيلياك بشكلٍ كبير، حيثُ يزيدُ من الشعورِ بالتعبِ والضغطِ النفسي والعزلةِ الاجتماعية، مما يُفاقم الأعراضَ الجسديّة ويجعلُ من الصعبِ التعاملُ مع النظامِ الغذائيِّ المتّبعِ في العلاجِ.

يُعتبّرُ مرضُ السيلياك من الأمراضِ التي تُشكِّلُ تحدّيًا للأفرادِ الذين يُعانونَ منه، وذلك بسببِ تأثيرِهِ على صحتهم الجسديّةِ والنفسيّةِ، والاكتئاب يمكنُ أن يكون نتيجةً للتحديّاتِ النفسيّةِ والاجتماعيّةِ التي يُعاني منها الأشخاصُ المصابون بالسيلياك، كذلكَ الضغوطاتِ اليوميّةِ التي يتحمّلونّها في عدمِ تناولِ الغلوتين، والقدرةِ على تغييرِ نمطِ الحياةِ الغذائيِّ. 

ويُعدُّ الدعمُ الاجتماعيُّ والتوعيّةُ المستمرّةُ بالسيلياك والاكتئاب من العواملِ المهمّةِ في تحسينِ جودةِ الحياةِ للمرضى، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ الالتزامَ بنظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين يساعدُ في تحسينِ الحالةِ المزاجية للأفرادِ المصابينَ بالسيلياك ويقللُ من خطرِ الاكتئاب.ولا بدّ أن يسعى الأفراد الذينَ يُعانونَ من السيلياك والاكتئاب إلى الحصولِ على الدعمِ الطبيِّ والنفسيِّ، وإيجادَ استراتيجيّاتٍ للتعاملِ مع التحديّاتِ اليوميّةِ التي قد تواجههم، إذ أنّهُ بالعملِ والتوعيّةِ المستمرّةِ، يمكننا  تقديمُ المساعدةِ إلى الأفرادِ المتأثرينَ بهذا المرض، وتحسينِ حياتهم بشكلٍ يخففُ عنهم، كما عليهم استشارةُ الطبيب؛ لتقديمِ المساعدةِ التي يحتاجونّها؛ حتى يستطيعوا التحكّمَ في مرضهم بشكلٍ فعّال.

 

https://www.niddk.nih.gov/health-information/digestive-diseases/celiac-disease/symptoms-causes

https://coeliac.org.nz/looking-after-our-mind-and-our-body/

https://www.verywellhealth.com/is-gluten-why-youre-depressed-563121

https://www.beyondceliac.org/living-with-celiac-disease/psychological-impacts/

https://celiac.org/about-celiac-disease/what-is-celiac-disease/

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى