السيلياك وحساسية القمح و الغلوتين

السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز ماهي العلاقة و طرق العلاج

مجدولين سيف

السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز هما حالتين مرضيتين تؤثران على صحة الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من اختلافهما من حيث الأسباب وطبيعة المرض، إلا أن هناك تداخلًا في الأعراض و ترابطاً واضحًا بينهما.
فغالبًا ما يواجه الأفراد المصابين  بالسيلياك مشاكل في تحمل اللاكتوز، خصوصًا في المراحل الأولى من التشخيص.
يثير هذا الارتباط تساؤلات هامة حول كيفية تأثير كلاً من الحالتين على الأخرى، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الغذائية التي يمكن أن تسهم في إدارة الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.
سنستعرض في هذا المقال عن العلاقة بين السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز و سنوضح كيفية التعامل معهما.

ما هو مرض السيلياك؟

يُعتبر مرض السيلياك اضطرابًا مناعيًّا يتسبب في استجابة غير طبيعية للجهاز المناعي تجاه مادة الغلوتين الموجود في بروتين القمح.
تؤدي هذه الاستجابة إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة وذوبان في الزغابات (الشعيرات) الموجودة فيها، مما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية مسبباً مشاكل هضمية و جسدية للمريض.
و لسبب غير معروف، يخطئ جهاز المناعة في التعرف على مادة الغلوتين، مُعتبرًا إياها مادةً خطرة و يتعامل معها على أنها عدو للجسم.
نتيجة لذلك، يُنتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تهدف إلى مهاجمة الغلوتين، مما يؤدي إلى تدمير بطانة الأمعاء الدقيقة، و ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة والمؤذية مثل:

  • الإسهال المستمر
  • الإمساك المستمر
  • الغازات المؤلمة
  • التقيؤ
  • آلام في البطن
  • فقر الدم الحاد وسوء امتصاص الحديد
  • الإجهاض الغير مبرر
  • قصر في القامة عند الأطفال
  • فقدان في الوزن
  • زيادة في إنزيمات الكبد
  • آلام في المفاصل
  • فقدان في كثافة العظام
  • اضطرابات عصبية واكتئاب
  • تأخر في البلوغ
    يتواجد الغلوتين في القمح والشعير والجاودار،  حيث يمكن العثور عليه في العديد من الأطعمة الشائعة، مثل الخبز، الكيك، المعجنات، البسكويت، المعكرونة، البهارات، بعض أنواع الصلصات و بعض أنواع الشكولاته خصوصا التي تحتوي على البسكويت كما يمكن أن يتواجد في بعض الأدوية و معاجين الأسنان أيضاً.
    لذا يتعين على المصابين بمرض السيلياك الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين مدى الحياة حتى من الكميات الصغيرة منه التي يمكن أن تتسبب في أضرار وأعراض مؤلمة لدى المصابين بالمرض، لذلك من الضروري توخي الحذر و عدم تناول أي أطعمة غير آمنة والالتزام الصارم بالحمية.
    النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يساعد على ترميم بطانة الأمعاء، ويعزز قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، كما يساهم في تسريع التعافي من الأعراض المزعجة والمؤلمة.

إقرأ المزيد: تشخيص مرض السيلياك

 

السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز
السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز


ما هو عدم تحمل اللاكتوز و ماهي أعراضه؟



عدم تحمل اللاكتوز هو اضطراب هضمي ناتج عن نقص إنزيم اللاكتاز، الذي يعد ضروريًا لهضم اللاكتوز أي السكر الموجود في منتجات الألبان مثل حليب البقر والماعز، والقشدة، والأجبان و يمكن أن تسمى هذه الحالة أيضًا بسوء امتصاص اللاكتوز.
حيث يواجه الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة صعوبة في هضم اللاكتوز، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة مثل:

  • الإسهال
  • الغازات المزعجة
  • التشنجات وآلام في المعدة
  • الغثيان
  • انتفاخ في البطن
  • صوت قرقرة في البطن

    و بالرغم من أن أعراض عدم تحمل اللاكتوز تختلف في شدتها من شخص الي آخر إلا أنها لا تعتبر حالة مرضية خطيرة، لكن أعراضه قد تتسبب في عدم الراحة أو الإنزعاج للمصابين به.
    يعتبر عدم تحمل اللاكتوز أيضًا شائعًا بين البالغين، حيث يقل إنتاج إنزيم اللاكتاز مع التقدم في العمر، وتتفاوت شدة عدم التحمل بين الأفراد، فبعضهم يمكنه تناول كميات صغيرة من منتجات الألبان دون أعراض، بينما يعاني آخرون حتى مع تناول الكميات القليلة.
    يمكن التخفيف من هذه الأعراض عن طريق الإلتزام بنظام غذائي صحي خالٍ من الأطعمة التي  تحتوي على اللاكتوز.
    من المهم جداً زيارة الطبيب اذا بدأت تشعر بالأعراض التي ذكرناها للتأكد من التشخيص و للحصول على العلاج المناسب و استشارتة عن إمكانية تناول بعض المكملات التي تحتوي على إنزيم اللاكتيز أو البروبيوتيك التي يمكن أن تساهم في التخفيف من الأعراض و إعطاء الجرعة المناسبة.
    لكن كيف يتداخل السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز و كيف يؤثر كل منهما على الآخر؟ 

هل توجد علاقة بين السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز؟

نعم، هناك علاقة واضحة بين السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز، حيث يعاني العديد من مرضى السيلياك و خصوصًا في المراحل الأولى من التشخيص من صعوبة في هضم اللاكتوز.
يعود ذلك إلى أن تناول الغلوتين يؤدي إلى تحفيز استجابة مناعية ذاتية تتسبب في تلف بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يعوق إنتاج إنزيم اللاكتاز اللازم لهضم اللاكتوز.
و عندما لا يُهضم اللاكتوز بشكل صحيح في الأمعاء الدقيقة بسبب نقص إنزيم اللاكتاز، يتخمر اللاكتوز في الأمعاء الغليظة بفعل البكتيريا، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة ومؤلمة لمرضى السيلياك.
لذا، يُنصح المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بتجنب الأطعمة المحتوية على اللاكتوز في بداية العلاج، لأن ذلك يساعد الأمعاء على التعافي بشكل أسرع مع الحمية الخالية من الغلوتين. مع مرور الوقت، قد يستعيد الجسم تدريجيًا قدرته على هضم اللاكتوز بشكل طبيعي.


إقرأ المزيد: المسموح والممنوع لمرضى السيلياك

هل يمكن أن تستمر أعراض السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز؟

عادةً لا تستمر أعراض السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز، خاصةً عند الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين، تبدأ الأمعاء في التعافي تدريجيًا، مما يساعد على استعادة القدرة على هضم اللاكتوز.
لذلك عدم تحمل اللاكتوز غالبًا ما يكون حالة مؤقتة، ومع مرور الوقت يتمكن معظم مرضى السيلياك من هضم اللاكتوز دون مشاكل على المدى الطويل، رغم أن البعض قد يستمر في المعاناة، لكنها غالبًا لا تستمر لوقت طويل و تتحسن مع الزمن.
لذا، يجب على مرضى السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز اتباع حمية خالية من الجلوتين واللاكتوز معًا حتى يشعروا بالتحسن وتتعافى الأمعاء من التلف.
غالبًا ما يتمكن معظم مرضى السيلياك من تجاوز مشكلة عدم تحمل اللاكتوز مع مرور الوقت، مع ضرورة الالتزام بحمية خالية من الجلوتين مدى الحياة.
من المهم أيضاً التنبه إلى أن بعض مرضى السيلياك قد يكون لديهم حساسية تجاه البروتينات الموجودة في منتجات الألبان، وهي حالة مختلفة عن عدم تحمل اللاكتوز، لكنها يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة.

كيف يمكن التعامل مع استمرار أعراض عدم تحمل اللاكتوز رغم الحمية الغذائية عند مرضى السيلياك؟

قد تستمر أعراض عدم تحمل اللاكتوز لدى مرضى السيلياك لفتره من الوقت، مما يسبب قلقًا بشأن تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز، حتى بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين واللاكتوز لفترة.
في هذه الحالة، من الأفضل استشارة الطبيب المعالج وشرح الأعراض بالتفصيل.
قد يقوم الطبيب حينها بالتوصية بإجراء اختبار التنفس الهيدروجيني أو اختبار تحمل اللاكتوز لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز.

 أو قد يقوم طبيبك بإجراء اختبارات الدم أو البراز لتحديد ما إذا كانت مشكلاتك ناتجة عن عدم تحمل اللاكتوز أو يمكن أن تكون حساسية تجاه البروتينات الموجودة في منتجات الألبان فهي تتشابة أحيانا في الأعراض مع عدم تحمل اللاكتوز.

تساعد هذه الاختبارات في تقييم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز وتطوير خطة علاجية مناسبة، تشمل تعديلات غذائية عند الضرورة، مما يساعد في التخفيف من الأعراض المزعجة.
قد ينصح الطبيب أو أخصائي التغذية  بإزالة جميع الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز من النظام الغذائي مؤقتًا، وغالبًا ما تتحسن الأعراض في غضون بضعة أيام.
بعد ذلك، يمكن إعادة إدخال كميات صغيرة من اللاكتوز تدريجيًا حتى تظهر الأعراض مرة أخرى، ومن ثم تُعدّل الكمية لتناسب قدرة الجسم.
يُنصح بإشراف أخصائي التغذية أو الطبيب على هذه العملية لضمان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي قد يفقدها جسم مرضى السيلياك وعدم تحمل اللاكتوزعند تجنب الحليب ومنتجات الألبان.
من المهم ملاحظة أن النظام الغذائي لعدم تحمل اللاكتوز لا يستدعي تجنب اللاكتوز تمامًا، حيث يمكن للكثيرين تحمل كميات صغيرة منه، وقد يساعد استهلاك هذه الكميات المحدودة في تحسين قدرة الجسم على تحمله.
مع ذلك، يختلف مستوى التحمل من شخص لآخر، لذا يُفضل الحصول على نصائح خاصة ومتابعة دقيقة مع المختصين.

السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز
السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز

ما هي النصائح التي يجب اتباعها لإدارة النظام الغذائي لمرضى السيلياك و عدم تحمل اللاكتوز؟


من المهم لمرضى السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز اختيار الأطعمة المدعمة بالكالسيوم للحفاظ على صحة العظام.
لذا يُنصح هؤلاء المرضى باتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين وغني بالكالسيوم، مما يساعد في تعزيز صحة العظام وتقليل مخاطر نقص الكالسيوم، خاصةً خلال المرحلة الأولى من الحمية.
لذا، ينبغي تضمين مصادر غنية بالكالسيوم في نظامهم الغذائي لمرضى السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز، مثل:

  • مصادر الكالسيوم من الحليب :
    حليب الصويا
    حليب الأرز الخالي من اللاكتوز
    حليب اللوز المدعم بالكالسيوم
    الحليب الخالي من اللاكتوز

 

  • مصادر الكالسيوم من الألبان:
    الزبادي والأجبان (الصلبة أو الطرية) تحتوي على نسبة منخفضة من اللاكتوز ويمكن تناولها.
    جميع أنواع الزبدة وبعض أنواع السمن.

 

 

  • مصادر الكالسيوم من الطعام:
    بذور السمسم
    الكرنب
    سمك السالمون
    الفاصولياء
    التين المجفف
    البرتقال
    اللوز
    السردين
    البروكلي

 

 

  •  تضمين أغذية تحتوي على فيتامين د لتعزيز امتصاص الكالسيوم في الجسم مثل:
    سمك السالمون
    صفار البيض
    الفطر
    التعرض لأشعة الشمس يومياً
    يمكن تناول فيتامين د بعد استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة

    من خلال اتباع هذه الإرشادات مع الحمية الخالية من الغلوتين، يمكن تقليل المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز، مما يسهم في تخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء بسبب السيلياك وعدم تحمل اللاكتوز.

 

إقرأ المزيد: 5 خطوات سهلة لبدء حمية بدون غلوتين

المصادر الخارجية:

https://nationalceliac.org/celiac-disease-questions/link-between-celiac-disease-and-lactose-intolerance/

https://www.coeliac.org.uk/information-and-support/coeliac-disease/conditions-linked-to-coeliac-disease/lactose-intolerance/

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lactose-intolerance/symptoms-causes/syc-20374232
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lactose-intolerance/diagnosis-treatment/drc-20374238

https://www.digestivediseaseassociates.com/blog/463505-symptoms-of-lactose-intolerance-and-celiac-disease

https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B6%D9%85%D9%8A/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B2-10300

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى