فحوصات الحساسية وأنواعها
تُجرى فحوصات الحساسية في عيادة مجهزة بالكامل لأخصائي حساسية ومناعة؛ وذلك لتفادي وقوع أي خطر يعرض حياة الشخص المتحسس للخطر.
تكون فحوصات الحساسية في صورة اختبار الدم أو الجلد، حيث يتم من خلالها معرفة مسببات الحساسية التي يهاجمها جهاز المناعة لدى الشخص المتحسس.
ما الإجراءات الواجب اتخاذها قبل إجراء فحوصات الحساسية؟
من الضروري أن يطلع أخصائي الحساسية على نظام حياة الشخص المتحسس، وحالته الصحية، والأعراض التي تظهر عليه، وكذلك التاريخ العائلي له؛ لتحديد ما إذا كانت الحساسية نتيجة عوامل وراثية أم لا ثم يحدد فحوصات الحساسية.
ربما يطلب الطبيب التوقف عن تعاطي بعض الأدوية قبل إجراء فحوصات الحساسية لمدة معينة خاصةً مع اختبارات الجلد؛ لأنها قد تؤثر على نتائج الفحص وتُحيلون ظهور الأعراض.
يحدد الطبيب هذه المدة بناءً على فترة بقاء الدواء بالجسم لحين خروجه تماما.
ما هي الأدوية الممنوعة قبل إجراء فحوصات الحساسية (الجلد)؟
1-مضادات الهيستامين المصروفة بوصفة طبية مثل
- هيدروكسيزين.
- سيبروهيبتادين.
- بروميثازين وغيرها.
2- مضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية مثل
- لوراتادين (كلاريتين، ألافيرت).
- ديفينهيدرامين (بينادريل).
- كلورفينيرامين (الليركس).
- سيتريزين (زيرتيك).
- فيكسوفينادين (أليجرا).
3- مضادات الهيستامين الموصوفة عن طريق الاستنشاق (Nasal Sprays) لعلاج الربو والتي يجب توقفها قبل إجراء الفحص بثلاثة أيام مثل
- أزيلاستين (أستلين، أستيبرو).
- دايميستا.
- أولوبتادين (باتانيز).
يُشوش دواء أوماليزوماب (زولير) للربو على نتائج الاختبار حتى بعد التوقف عن تعاطيه لمدة ستة أشهر أو أكثر على عكس معظم الأدوية فقد تؤثر على النتائج من أيام إلى أسابيع.
يمكن الاستمرار على غير ذلك من أدوية الربو دون توقف مثل فلوتيكازون، وفلوناز، ونازونكس، ونازوكورت.
4- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل
- نورتريبتيلين (باميلور).
- ديسيبرامين (نوربرامين).
5- أدوية معينة لعلاج حرقة المعدة مثل
- سايميتيدين (تاجاميت).
- فاموتيدين (فاموتاك)
يجب إيقاف كل مضادات الهيستامين 7 أيام على الأقل قبل إجراء الاختبار، فهي قد تعيق التفاعل التحسسي .
أنواع فحوصات الحساسية
هناك العديد من الفحوصات لاختبار الحساسية حيث يختار الطبيب أفضل فحص اعتمادا على الأعراض التي تظهر على الشخص المتحسس وكذلك مسببات الحساسية المشتبه فيها.
تتمثل هذه الفحوصات في:
1_ اختبارات الجلد
1- اختبار وخز الجلد (Skin prick test)
أحد أنواع فحوصات الحساسية ويعرف أيضا باختبار الخدش ( Scratch test) والذي يكشف عن ردود الفعل التحسسية الفورية لحوالي ٥٠ مادة مسببة للحساسية.
عادة ما يبدأ الطبيب بإجراء هذا الاختبار أولا قبل أي فخص آخر. ويجهز الطبيب المحاليل التي تحتوي على مسببات الحساسية كل على حدة ثم ينظف الجلد بكحول ومن ثم يضع قطرة من كل محلول على كل مقطع من الجلد بحيث يبعد كل مقطع عن الآخر مسافة معينة.
ويُجري الاختبار على الوجه الأمامي للساعد عند البالغين،
وفي أعلى الظهر عند الأطفال باستخدام أداة خاصة بها إبر صغيرة ودقيقة والتي بالكاد تساعد على اختراق المواد للجلد.
تستخدم إبرة لكل مادة ثم يتم التخلص منها فور الانتهاء منعا لمزج المواد مع بعضها.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الاختبار يكون سطحيا غير مؤلم لا يسبب نزيفا، فقط سيشعر المريض بعدم ارتياح موضعي لحظي خفيف.
يراقب الطبيب الجلد عن قرب لملاحظة رد فعل الجلد تجاه هذه المواد. فإذا لاحظ الطبيب احمرارا، أو تورما، أو نتوءا، أو تآكلا في مقطع معين من الجلد فهذا يعني ان الشخص مصاب بحساسية تجاه المادة المضافة لهذا المقطع. ويقوم الطبيب بقياس حجم النتوء وتسجيل النتائج.
يصل الطفح الجلدي إلى أقصى حجمه خلال ١٥ : ٢٠ دقيقة ثم يتلاشى خلال ساعات قليلة. وتُعد نتيجة هذا الفحص سلبية إذا لم يظهر تورم أو نتوء على الجلد.
يحدد هذا الاختبار حساسية حبوب اللقاح، والعفن، ووبر الحيوانات الأليفة، وعث الفراش، والأطعمة، وكذلك حساسية البنسيلين.
كيفية التأكد من دقة وسلامة هذا الاختبار
يتم فحص الجلد بمادتين إضافيتين؛ وذلك للتأكد من سلامة ردود الفعل التحسسية للجلد وهما:
- الهيستامين وهي مادة كيماوية تسبب احمرارا وتورما في الجلد، وإذا لم يستجب لها الجلد فهذا يعني وجود خطأ ما. ربما يكون هذا الخطأ نتيجة استمرار المريض في تناول مضادات الهيستامين والتي تمنع حدوث الاستجابة وبالتالي لن يكون الاختبار دقيقا.
- الغليسرين أو المحلول الملحي وهي مواد لا تسبب رد فعل لدى معظم الأشخاص. فإذا ظهر رد فعل تحسسي تجاه هذه المواد فهذا يعني حساسية بشرة المريض، لهذا يجب تفسير نتائج الاختبار بحذر تفاديا للتشخيص الخاطىء.
2- اختبار حقن الجلد (Skin injection test) أو (Intradermal test)
يلجأ أخصائي الحساسية إلى هذا الاختبار من فحوصات الحساسية في حالة سلبية نتيجة اختبار وخز الجلد أو إذا كانت النتائج غير حاسمة.
يحقن الطبيب المريض بكميات صغيرة من مسببات الحساسية في الطبقة الخارجية من الجلد (الأدمة).
يحدد هذا الاختبار الحساسية تجاه المواد المهيجة المنقولة في الجو، والأدوية، ولدغات الحشرات.
يتم فحص مكان الحقن بعد مرور 15 دقيقة تقريبًا للبحث عن علامات عن رد الفعل التحسسي.
3- اختبار الرقعة (Patch test)
يُجرى اختبار الرقعة لمعرفة ما إذا كانت هناك مادة معينة تسبب التهاب الجلد التحسُّسي (التهاب الجلد التماسي).
يضع الطبيب عدة قطرات من المواد المسببة للحساسية على الجلد كل مادة على حدة ثم يقوم بتغطيتها برقعة لاصقة أو يضع رقعة لاصقة جاهزة تحتوي على هذه المواد.
يظهر رد الفعل التحسسي على الجلد تجاه هذه المواد في خلال ٤٨ : ٩٦ ساعة؛ لذا يمكن لهذه الاختبارات الكشف عن التفاعلات التحسُّسية المتأخرة، والتي قد تستغرق عدة أيام للظهور. ويشير الجلد المتهيج مكان الرقعة إلى إيجابية الاختبار.
على المريض تجنب الاستحمام والأنشطة التي تسبب التعرق الشديد خلال فترة وضع الرقعات اللاصقة على الجلد.
تُستخدم في هذا الاختبار مجموعة من المواد التي تسبب التهاب الجلد التحسسي بالتلامس المباشر مع الجلد مثلالمعادن، والأصباغ، والمواد الكيماوية، والعطور، والمضادات الحيوية، والمراهم، والملابس، والجلود والمواد الكيماوية الموجودة في مواد التجميل.
وجديرا بالذكر أن اختبارات فحوصات الجلد قد لا تكون دقيقة على الدوام. فقد تشير نتائجها في بعض الأحيان إلى وجود حساسية وهي غير موجودة (الإيجابية الزائفة)، أو قد لا يثير الاختبار أي ردود فعل عند تعريضك لمادة لديك حساسية تجاهها (السلبية الزائفة)؛ وذلك لأن استجابتك لنفس الاختبار قد تختلف باختلاف الظروف. وربما يُظهِر جلدك رد فعل إيجابي تجاه أحد المواد أثناء إجراء اختبار في حين لا يحدث ذلك في الحياة اليومية.
2- اختبار الدم أو اختبار الجلوبين المناعي(Blood (IgE )test)
هو أهم نوع من فحوصات الحساسية في الدم يرسل أخصائي الحساسية عينة من الدم إلى المختبر حيث يضيف مجموعة من مسببات الحساسية على عينة الدم كل مادة على حدة ثم تقاس مستويات الأجسام المضادة من النوع E في عينة الدم.
يعتمد هذا الاختبار على تفاعل مسببات الحساسية مع الجلوبين المناعي E إذا كان موجود في الدم ويظهر هذا في صورة تخثر الدم.
ويجب التنويه أيضا أنه ربما يعطي نتائج إيجابية زائفة.
3- اختبارات تحدي الإدخال (Challenge tests)
تُجرى هذه الاختبارات بواسطة أخصائي الحساسية والمناعة وتحت إشرافه حيث يتناول الشخص المتحسس كميات صغيرة من مسببات الحساسية لديه ويتم مراقبة ردود الأفعال الاحسسية لديه.
يحقن الطبيب المريض بالإبينفرين فور حدوث ردود الأفعال التحسسية المفرطة لإيقافها والسيطرة عليها في الحال قبل تطورها.
اقرأ أيضا: أعراض الحساسية المفرطة.
ملاحظات يجب أخذها في الاعتبار
_ لا يعطي اختبار وخز الجلد أي نتائج في حالة أعراض الحساسية غير المباشرة.
_ قد تكون نتائج اختبار وخز الجلد غير واضحة في حالة الرضع دون عمر ستة أشهر، فغالبا مايتم التشخيص من خلال تحدي الإدخال ومراقبة الأعراض.
المصادر
https://my.clevelandclinic.org/health/diagnostics/21495-allergy-testing
https://www.healthline.com/health/allergy-testing#testing
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/allergy-tests/about/pac-20392895
تحرير د.مريم صبري الباز