عدم تحمل سكر اللاكتوز ما هو وأسبابه والعلاج.
أمنية كل إمراه حامل بعد مشوار الحمل المتعب أن تضع مولودها وهو بأفضل صحة وسلامة، وتبدأ أولى خطوات الارتباط العاطفي بينهما بعملية الإرضا؛ لتمنحه حليبا طبيعيا يساعده في النمو وبناء الجسم.
لكن تتفاجأ بعض الأمهات بأن رضيعها يعاني من آلام بطنية وإقياء بعد كل رضعة وبشكل متكرر، وغالبا يكون السبب هو عدم تحمل سكر اللاكتوزLactose Intolerance الموجود في حليب الأم.
نادراً ما يعاني الأطفال المولودون حديثا من عدم تحمل سكر اللاكتوز لكنها تكون أكثر شيوعا في المواليد الخدج الذين تمت ولادتهم قبل الشهر التاسع من الحمل، وأحيانا تستمر طيلة فترة الرضاعة ويمكن أن يصيب المراهقين وكبار السن وينتشر، بكثرة في آسيا وافريقيا.
بقلم: الدكتورة دعاء الشيخ قويدر.
دكتورة صيدلانية، مختصة في علم التغذية، كاتبة محتوى طبي
كيف يحدث عدم تحمل سكر اللاكتوز:
في الحالة الطبيعية: عند شرب طفلك الحليب أو تناوله مشتقاته، يتم تفكيك اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة بواسطة أنزيم اللاكتازإلى سكاكر أحادية هي: الغلوكوز والغالكتوز يتم امتصاصها بسهولة إلى مجرى الدم.
أما في الحالة المرضية: يوجد نقص أو غياب لأنزيم اللاكتاز الذي يفرز في الأمعاء واللازم لهضم اللاكتوز، وبالنتيجة يتراكم السكر في الأمعاء الغليظة ، وتقوم الجراثيم الموجودة فيها بتفكيكه إلى أحماض عضوية وغاز ثاني أكسيد الكربون وهيدروجين وميثان.
أسباب حدوث عدم تحمل سكر اللاكتوز:
يحدث عدم تحمل اللاكتوز لسببين أحدهما مزمن والأخر يتخطاه المصاب، فتعرفي عليهما:
نقص أولي في الأنزيم الهاضم للاكتوز: خلقي بسبب عيب جيني موروث وهنا يبقى مدى الحياة وعلى المريض التأقلم على الحمية.
نقص ثانوي في الأنزيم الهاضم للاكتوز: بسبب تناول أدوية معينة أو جراحة في الأمعاء الدقيقة، وهنا قد يتخطاها المصاب، أو وجود أمراض مثل:
- التهاب المعدة والأمعاء
- داء كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- الداء الزلاقي Celiac Disease الذي يسببه بروتين الجلوتين الموجود في القمح. (قد يتخطى المصاب عدم تحمل اللاكتوز، بعد البدء بالحمية الخالية من الغلوتين بستة أشهر).
- المعالجة الكيميائية للسرطان.
- تناول المضادات الحيوية لفترات طويلة.
- بعد تعرض المصاب لفايروس بالأمعاء أو المعدة.
أعراض عدم تحمل سكر اللاكتوز:
تظهر بعد نصف ساعة إلى ساعة من تناول الحليب أو أحد مشتقاته وتشتمل على:
نفخة وغازات:
فعند وصول اللاكتوز غير المهضوم إلى الأمعاء الغليظة تقوم الجراثيم بتحويله إلى أحماض دهنية وغازات تسبب الألم والشعور بعدم الراحة.
الإسهال:
من الأعراض المميزة لعدم تحمل اللاكتوز ويكون قوام البراز رخو ومائي نتيجة تحويل اللاكتوز إلى غازات وأحماض يتم امتصاص بعضها في القولون والبعض الآخر يعمل على زيادة حجم وسيولة البراز.
آلام وتشنجات في البطن.
قيء.
كيف يتم تشخيص عدم تحمل سكر اللاكتوز:
ستلاحظين ظهور الأعراض على مولودك بعد الإرضاع.
أما الأشخاص البالغين تبدأ العلامات بعد شرب الحليب أو تناول مشتقاته والمنتجات التي تحتوي على سكر اللاكتوز.
يتأكيد التشخيص بعد زوال الأعراض بعد التزام الشخص ولفترة زمنية يتبع خلالها نظاما غذائيا خاليا من الحليب ومشتقاته ثم عودة الأعراض بعد تناول تلك المنتجات مرة أخرى.
وهذا ما يسمى: (اختبار تحدي الطعام).
بالإضافة لذلك يوجد بعض الاختبارات التشخيصية المساعدة منها:
- اختبار الهيدروجين:
وهو قياس كمية الهيدروجين الموجودة في هواء الزفير قبل وبعد تناول كمية مقدرة من سكر اللاكتوز فإذا كانت الأرقام في ازدياد فهذا يؤكد إصابتك بعدم التحمل.
- اختبار عدم تحمل سكر اللاكتوز:
عند إعطاء شراب اللاكتوز للأشخاص السليمين يتم تحويله في الأمعاء الدقيقة لسكاكر أحادية يتم امتصاصها بسهولة وترتفع نسبة السكر في الدم، هذا الارتفاع لا يحدث عند الأشخاص غير القادرين على هضم اللاكتوز.
- قياس حموضة البراز:
للكشف عن الأحماض العضوية مثل حمض اللاكتيك التي تنتج عن عدم هضم سكر اللاكتوز.
- خزعة الأمعاء الدقيقة:
يقوم بها الطبيب لنفي بعض الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز الهضمي مثل الداء الزلاقي Celiac Disease .
أدوية تحتوي على سكر اللاكتوز:
عادة ما يضاف سكر اللاكتوز إلى المستحضرات الدوائية مثل:
أقراص حبوب منع الحم.
أقراص مكملات الكالسيوم.
الأدوية الطاردة للغازا.
كبسولات معالجة الارتجاع الحمضي المعدي.
البراسيتامول الخاص في الأطفال.
ويتم إدخاله كمكون غير نشط ليس له تأثير علاجي وإنما بقصد إعطاء الأدوية الشكل النهائي المتناسق.
إن هضم هذه الكمية الصغيرة من اللاكتوز لا يسبب آثاراً جانبية غير محتملة، ومعظم شرابات الأطفال الدوائية لا تحتوي عليه، إذ اتجهت غالبية الشركات المصنعة للدواء نحو إيجاد أشكال صيدلانية خالية منه، وهذا لا يمنع من قراءة الملصق الدوائي الموجود على العبوة.
علاج عدم تحمل سكر اللاكتوز:
لا يوجد دواء أو علاج يحفز الأمعاء الدقيقة على إعادة إفراز أنزيم اللاكتاز من جديد لكن قد نلجأ إلى:
- طريقة المعاوضة:
حيث يتوفر هذا الأنزيم في الصيدليات على شكل أقراص أو كبسولات يتم تناولها قبل شرب الحليب أو مشتقاته.
-
طريقة الحمية:
إن إلغاء الحليب ومنتجات الألبان من نظامك الغذائي يجنبك الأعراض المزعجة وأيضا يجب الانتباه لعدم وجود بروتينات الكازيين ومصل اللبن المضافة إلى الأطعمة الجاهزة.
خطورة عدم تحمل سكر اللاكتوز:
إن امتناعك عن شرب الحليب ومشتقاته يحرم جسمك من العناصر الغذائية والمعادن الأساسية مثل الكالسيوم وفيتامين D و
B2تتضاعف هذه الخطورة عند الأطفال الرضع الذين يكونون في مرحلة بناء الجسم مما يعرضهم للكسور وهشاشة العظام أكثر من أقرانهم، كما أن عدم الكشف المبكر عن عدم تحمل اللاكتوز يعرض أطفالك لنقص السوائل والإصابة بالجفاف نتيجة الإسهال الشديد.
نصائح هامة للعناية بطفلك الذي يعاني من عدم تحمل سكر اللكتوز:
- عوضي طفلك احتياجاته الأساسية من الكالسيوم بالاعتماد على حليب الصويا أو حليب اللوز أو جوز الهند الخالي من اللاكتوز.
- الخضراوات مثل البروكلي والسبانخ والكرنب والتين.
- المكسرات.
- البيض.
- السمك، خاصة السلمون للمراحل اللاحقة من العمر.
- استخدمي أدوية مكملات الكالسيوم المتوفرة في الصيدليات بعد استشارة الطبيب المختص.
- ساعدي طفلك على التجشؤ في آخر كل رضعة لتجنب زيادة أعراض عدم تحمل اللاكتوز.
- حاولي تقليل كمية الهواء التي يبتلعها طفلك أثناء البكاء أو الرضاعة باختيار وضعية الرأس المناسبة وعند استعمالك زجاجة الحليب تأكدي من التقاط طفلك للحلمة بصورة جيدة.
- قومي بتدليك بطن طفلك وجربي تمرين العجلة وممكن الاستعانة بدواء سيميثيكون لطرد الغازات )اسألي الصيدلاني عن الجرعة المناسبة(.
من الملاحظ أن حساسية اللاكتوز حالة مرضية غير مهددة للحياة لكنها تترافق مع أعراض مزعجة تتطلب منك عناية خاصة بطفلك؛ حيث يجب عليك زيارة الطبيب باستمرار وبشكل منتظم من أجل الاطمئنان على صحة طفلك، والحصول على النصائح والإرشادات الهامة بما يتعلق بالرضاعة والتغذية ونوع الحليب الصناعي المناسب لينعم طفلك بالراحة والنمو السليم.
المصادر
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/7317-lactose-intolerance