نقص الحديد يعد الحديد ثاني أهم معدن في الجسم بعد الكالسيوم، وهو مهم لعدد من البروتينات والإنزيمات.
يحدث النقص على مستويات عديدة، حيث يبدأ من خفيف إلى نقص حاد يسبب فقر الدم وهو حالة لا يحتوي فيها الجسم على كمية كافية من خلايا الدم الحمراء مما يؤثر على نمو الطفل وتطوره.
يوجد نوعان منه النوع الأول نقص الحديد العام (المطلق) والمعروف أيضا بفقر الدم حيث تكون مخازن الحديد فارغة، أما النوع الثاني وهو نقص الحديد الوظيفي حيث يحتوي الجسم على الحديد ولكن لا يتم الوصول إليه.
ما هي وظيفة الحديد :
- يعمل الحديد على تعزيز إنتاج الهيموجلوبين ويساعد على نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
- يساعد أيضا على تنظيم درجة حرارة الجسم واستقراره وتحسين وظيفة التمثيل الغذائي.
- يعد من العناصر الهامة لصحة العضلات والمفاصل.
- يعمل على تحسين وظيفة الدماغ نتيجة لتدفق الدم السليم ووصول الأكسجين.
- كما يعمل على تعزيز صحة الجهاز المناعي والحد من خطر الإصابة بالفيروسات والأمراض.
أسباب نقص الحديد عند الأطفال:
تشمل الأسباب الرئيسية لدى الأطفال ما يلي:
- الخدج وانخفاض الوزن بعد الولادة.
- الرضاعة الطبيعية الحصرية بعد عمر ستة أشهر.
- عدم تناول اللحوم والأطعمة الغنية بالحديد.
- أمراض الجهاز الهضمي المحتملة.
- يمكن أن تؤدي الحساسية الغذائية أيضا إلى نقص من خلال فقدان الكثير من الحديد في البراز.
- تناول حليب البقر أو الماعز قبل إتمام السنة الأولى حيث يؤدي شرب الكثير من الحليب إلى نقص الحديد ويهيج الأمعاء كما يمكن أن يزيد من صعوبة استخدام الجسم للحديد.
- التسمم بالرصاص.
أعراض نقص الحديد عند الأطفال:
لا تظهر الأعراض عند الأطفال حتى يحدث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وتشمل الأعراض التالي:
قلة الطاقة والتعب بسهولة.
شحوب في البشرة.
هشاشة الأظافر.
تشققات في الفم.
فقدان الشهية.
ضربات القلب السريعة.
زيادة التعرق.
تكرار الالتهابات.
فشل في النمو المعدل المتوقع.
فقر الحديد وعلاقته بحساسية الطعام:
يعاني طفلك من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وتم تناول جرعات حديد ولكن لم يتحسن ربما يكون السبب حساسية الطعام.
تؤثر حساسية الطعام بشكل مباشر في النقص، ففي حساسية القمح أو الجلوتين عندما يتناول المصاب غذاءً يحتوي على مادة الجلوتين، فإن الجهاز المناعي يستجيب لهذه المادة عن طريق مهاجمة الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلي تلف النتوءات التي تبطنها، ومع مرور الوقت تتضرر هذه النتوءات، عندها لن يتم امتصاص المواد الغذائية التي يتم تناولها ومن ضمنها الحديد.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤثر الجلوتين في إنتاج الخلايا المنتجة للحمض في المعدة ونظرا لأن الحمض ضروري لامتصاص الحديد فإن هذا يؤدي إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
كذلك بالنسبة للأطعمة الأخرى مثل حساسية بروتين الحليب أو حساسية البيض والفول السوداني والمكسرات، جميعها تؤثر في الجهاز الهضمي وتتسبب في تلف الأمعاء الدقيقة.
يؤثر أيضا بشكل أساسي على الخلايا المسؤولة عن تفاعلات الحساسية، إذ يؤدي نقص الحديد الموضعي إلى إطلاق الهستامين وبالتالي زيادة الأعراض.
عندما يعاني الجسم من نقص الحديد يوجه الأكسجين المحدود إلى وظائف أكثر اهمية وعندما يحرم الجلد من الدم المحمل بالاكسجين لذلك يصبح الجلد جافا ويزيد من اعراض الاكزيما.
في السنوات الأخيرة أظهرت الدراسات الوبائية أن الأطفال الذين يعانون من الحساسية لديهم خطر أعلى يصل إلى 8 أضعاف للتأثر بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد مقارنة بالأطفال غير المصابين بالحساسية.
وأن حالة الحديد لدى النساء الحوامل لها تأثير الخطر اللاحق للاصابة بالحساسية لدى الأطفال، حيث يتماشى انخفاض خطر الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي والربو عند الأطفال عند تحسن حالة الحديد عند الأم الحامل.
تشخيص فقر الدم الناتج عن نقص الحديد :
الهيموجلوبين والهيماتوكريت: هذا أهم اختبار فحص فقر الدم عند الأطفال، يقيس كمية الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء في الدم.
تعداد الدم الكامل CBC: في هذا الاختبار يتم تعداد خلايا الدم الحمراء والبيضاء وخلايا تخثر الدم(الصفائح الدموية) و الهيموجلوبين والهيماتوكريت.
المسحة المحيطية: يتم أخذ عينة صغيرة من الدم وفحصها تحت المجهر ليتم معرفة ما إذا كانت تبدو خلايا الدم طبيعية أم لا.
العلاج والوقاية عند الأطفال:
يعتمد العلاج على أعراض الطفل وعمره وصحته العامة، للوقاية من فقر الدم الناتج عن فقر الحديد إتباع التالي:
- إبتداء من عمر اربعة شهور يجب إعطاء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط أو يرضعون جزيئا مكملات الحديد يوميا حتى يبدأوا في تناول الأطعمة الغنية بالحديد.
- يجب تناول الرضع والأطفال الصغار من عمر 1 إلى 3 سنوات أطعمة غنية بالحديد تشمل الحبوب واللحوم الحمراء والخضراوات والفواكه التي تحتوي على فيتامين سي حيث يساعد الجسم على امتصاص الحديد.
- إتباع نظام غذائي غني بالحديد وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية أثناء فترة الحمل.
- عدم إعطاء الطفل حليب الأبقار قبل إتمام عامه الأول، أيضا إدخال الأطعمة الصلبة عندما يبلغ الطفل 6 أشهر.
بقلم د/آلاء بكري
بكالوريوس علوم المختبرات الطبية.
دبلوم عالي في الجودة وإدارة المختبر الطبي.
https://www.medscape.com/viewarticle/956433?reg=1
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/iron#causes-of-iron-deficiency-in-children
https://link.springer.com/article/10.1007/s40629-021-00171-9#: