انواع الحساسية وأعراضها

حساسية الحليب تعرف على الأسباب والأعراض وأفضل طرق للتعامل

حساسية الحليب

يعد الحليب من السوائل الطبيعية التي تمد الجسم بالكالسيوم والعديد من العناصر الغذائية الأخرى، حيث أنه غني بالبروتينات والدهون والكربوهيدرات، إضافة للعديد من الفيتامينات والمعادن المهمة لتعزيز الصحة، ولكن هل يمكن أن يكون الحليب مصدراً لبعض المشكلات الصحية، وهل يمكن أن تتفوق أضراره على فوائده؟ للأسف الإجابة هي نعم، ويحدث ذلك عندما يتناول الحليب بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب، ولكن ما هي حساسية الحليب؟ وما هي أهم أعراضها؟ وكيف يمكن تشخيصها؟ وما هو العلاج المناسب لهذا النوع من الحساسية؟ للإجابة على كل هذه التساؤلات وأكثر تابع معنا السطور القليلة القادمة.

حساسية الحليب

حساسية الحليب هي رد فعل مناعي لواحد أو أكثر من بروتينات الحليب، التي غالبا ما يكون سببها هو بروتين الحليب الكازين Casein، حيث يتعامل الجهاز المناعي مع بروتينات الحليب على أنها أجسام ضارة، يخلط البعض بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز حيث أنهما يتشاركان في بعض الأعراض، ولكن يختلف كل منهما عن الآخر تمام الاختلاف، وسنتطرق في هذا المقال إلى الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز.

يعد الحليب البقري هو السبب الرئيسي لردود الفعل التحسسية لدى الأطفال، حيث أنه يعد واحد من أصل ثمانية أطعمة مسؤولة عن ٩٠٪ من حساسيات الأطفال، في حين أن باقي الأطعمة الأخرى هي البيض، الفول السوداني، المكسرات، فول الصويا، الأسماك، المحار، والقمح.

ومع ذلك قد تكون هناك حساسية من الحليب المستخرج من الحيوانات الأخرى مثل الماعز والأغنام  والجاموس، ويمكن القول أن حساسية الحليب البقري هي الحساسية الغذائية الأكثر شيوعا لدى الرضع والأطفال الصغار، إضافة إلى أنها أيضا من أكثر الحساسيات الغذائية شيوعا في البالغين.

عندما يتم استهلاك الحليب من قبل شخص مصاب بحساسية الحليب، فإن البروتينات الموجودة في الحليب ترتبط بأجسام مضادة معينة يصنعها الجهاز المناعي IgE، مما يؤدي إلى ظهور رد فعل مناعي قد يكون خفيفاً وقد يكون شديداً، للأسف قد تكون الحساسية الغذائية مهددة للحياة إذا كان رد الفعل التحسسي شديداً.

تعرف على: حساسية الحليب للرضع، هل يمكن أن يتعرض الطفل الرضيع لحساسية الحليب من لبن الأم؟

أسباب حساسية الحليب

يتفاعل الجهاز المناعي مع بعض المحفزات في الحليب أو ما يعرف ببروتينات الحليب، والتي تتكون من مصل اللبن والكازين، وقد يكون الشخص حساسا لنوع واحد من هذه البروتينات أو للنوعين معاً، حيث يدافع الجسم عن نفسه بإطلاق الهيستامين، وهي المادة المسؤولة عن ظهور أعراض الحساسية الغذائية.

أعراض حساسية الحليب

غالبا ما تظهر حساسية الحليب بشكل بطيء، بمعنى أن الأعراض تظهر بمرور الوقت وقد تتراوح من عدة ساعات إلى عدة أيام، ولكن في بعض الحالات قد يتراوح ظهور علامات الحساسية من عدة دقائق إلى ساعتين، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • تقلصات وتشنجات في البطن.
  • براز يحتوي على دم أو مخاط.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • القيء.
  • آلام البطن.
  • الغثيان.
  • الطفح الجلدي.
  • الأرتيكاريا.
  • السعال المتقطع.
  • العطس.
  • سيلان الأنف.
  • عدوى الجيوب الأنفية.
  • حكة واحمرار العين.
  • بطء في تطور ونمو الطفل (الوزن والطول).

ظهور هذه الأعراض يستدعي التوجه بشكل مباشر إلى الطبيب المختص، وفي حالات نادرة إذا تم إهمال هذه العلامات قد يتعرض الشخص إلى ما يعرف بصدمة الحساسية وتتمثل في صعوبة أو ضيق في التنفس وتورم الفم والحلق، وانخفاض ضغط الدم وهو أخطر أعراض الحساسية الغذائية والذي قد يؤدي لسكتة قلبية، وعند التعرض لصدمة الحساسية لابد من التوجه للطوارئ فوراً دون أدنى تأخير.

تشخيص حساسية الحليب

يشمل تشخيص حساسية الحليب بعض الاختبارات التي يمكن إجراء واحد منها أو أكثر لتأكيد الإصابة أو نفيها:

اختبار الجلد

في هذا الاختبار يتم إدخال كمية صغيرة جدا من مسببات الحساسية الغذائية تحت الجلد (الساعد) من خلال إبرة صغيرة جدا، إذا ظهر تورم طفيف بشير ذلك إلى وجود حساسية الحليب.

فحوصات الدم

يتم إجراء اختبار IgE الخاص بالحساسية الغذائية، حيث يتم سحب عينة صغيرة من الدم والتأكد من وجود هذه الأجسام المضادة، التي ينتجها الجسم نتيجة التعرض لمسببات الحساسية.

اختبار الغذاء أو تحدي الغذاء

يتضمن هذا الاختبار إعطاء الشخص أو الطفل كميات صغيرة ومتزايدة من بروتين الحليب في بيئة سريرية خاضعة للرقابة والإشراف الطبي الكامل، وذلك للتحكم في أي رد فعل مناعي.

علاج حساسية الحليب

علاج حساسية الحليب
علاج حساسية الحليب

بعد تشخيص الإصابة بحساسية الحليب فإن أولى الخطوات الجوهرية في العلاج، هي التوقف عن تناول الحليب ومنتجات الألبان، لذا لابد من التأكد من ملصقات الأطعمة المعلبة لتحديد وتجنب بروتين الحليب، واتباع نظام غذائي صحي خال من الألبان.

في حالة أن الشخص المصاب هو طفل قد يحدث أن يتناول الطفل منتجات الألبان عن طريق الخطأ، ويمكن علاج ذلك من خلال مضادات الهيستامين في الحالات الخفيفة أو الإبينفرين في الحالات الشديدة من الحساسية.

قد يوصي الطبيب بعلاج يسمى العلاج المناعي الفموي Oral immunotherapy، يبدأ هذا الأمر بإعطاء الطفل كمية مقننة من بروتين الحليب يومياً تحت الإشراف والرقابة، ثم يتم زيادة هذه الكمية كل يوم، يتبع الطبيب هذه الإستراتيجية في محاولة لتقليل حساسية الطفل للحليب.

لابد من مشاركة حساسية الحفل مع الأقارب والأصدقاء والمقربين، وذلك منعا لإعطاء الطفل أي منتجات ألبان عن غير دراية، وكذلك لابد من المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

تعرف على: كلاج لحساسية الحليب والقمح

الأطعمة الممنوعة في حساسية الحليب

للأسف لا يوجد بديل لعلاج الحساسية الغذائية دون التوقف عن تناول الطعام المسبب لهذه الحساسية، لذا هذه قائمة بالأطعمة الممنوعة:

  • الزبدة.
  • اللبن الرائب.
  • الجبن بأنوعها.
  • الشوكلاتة.
  • الحليب الحيواني بأنواعه.
  • السمن.
  • كريمة الطبخ.
  • كريمة الحلويات.
  • مسحوق الحليب (اللبن البودرة).
  • الزبادي.

أي أطعمة معلبة تحتوي على الكازين ومصل الحليب.

المخبوزات حيث أنه يمكن أن تحتوي على منتجات الألبان.

ويمكن تعويض منتجات الألبان والحليب بالعديد من الفواكه والخضروات الطازجة، واللحوم، والأسماك، والدواجن، والحبوب، والمشروبات الدافئة التي لا تحتوي على الحليب، وغيرها.

الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

على الرغم من الاختلاف الكبير بين كل من حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز، إلا أن بعض الأشخاص يخلطون بينهما نظراً لتشابه بعض الأعراض.

يدخل جهاز المناعة في حساسية الحليب، حيث أنه يصنع أجساماً مضادة IgE ضد بروتينات الحليب، مما يؤدي إلى إطلاق الهيستامين وبعض المواد الكيميائية الأخرى المسؤولة عن ظهور أعراض نموذجية لردود الفعل التحسسي مثل الأرتكاريا والتورم والطفح الجلدي والإسهال وغيرها.

ولكن في حالة عدم تحمل اللاكتوز يرتبط فقط بالجهاز الهضمي، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمل اللاكتوز يفتقرون إلى وجود إنزيم اللاكتيز الذي يهضم سكر اللاكتوز الموجود بالحليب، مما يسبب أعراضاً طفيفة للجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات والإسهال، والتي تنتهي بالتوقف عن تناول منتجات الألبان.

ومن أهم النقاط الفارقة بين كل من حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز، هو أن حساسية الحليب قد تكون مهددة للحياة، ولكن عدم تحمل اللاكتوز يسبب أعراضاً طفيفة لا يمكن أن تهدد حياة الإنسان.

في النهاية: للأسف لا يمكن التغلب على حساسية الحليب إلا من خلال منع منتجات الألبان وتعويض ذلك بنظام غذائي صحي لا يحتوي على الحليب أو منتجات الألبان، وبالطبع يُنصح بمراجعة الطبيب بشكل دوري، والتفكير بشكل إيجابي دون ارتباك أو حزن، خاصة إذا كان طفلك هو الشخص المصاب، حيث أنه يحتاج إلى كل الدعم المادي والمعنوي لتخطي هذه المحنة.

المراجع

https://www.chop.edu/conditions-diseases/milk-allergies

https://www.healthline.com/health/allergies/milk

https://acaai.org/allergies/allergic-conditions/food/milk-dairy/

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/cows-milk-allergy

 

 

 

 

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى