الكثير من المصابين بمرض السيلياك، يعانون منه بدون ظهور أية أعراض واضحة.
وللأسف قد يصاب به أي أحد يتناول طعام أو أدوية تحتوي على الغلوتين.
ومع تقدم المرض وتطور الأعراض الصامتة دون أن تشعر؛ قد يودي بك إلى مضاعفات صحية خطيرة.
لكن هل ستودي بحياة مريض السيلياك أم هي مجرد شائعات؟ هل مرض السيلياك يؤدي إلى الموت حقًا أو يؤثر على معدلات الوفاة؟
ما هو مرض السيلياك؟
السيلياك (مرض الاضطرابات الهضمية)؛هو مرض مناعي ذاتي ينجم عن تناول الشخص أو تعرضه للجلوتين (والجلوتين هو أحد بروتينات القمح).
فيتسبب بتلف الأمعاء الدقيقة بسبب محاربة الجهاز المناعي الزغابات المعوية (وهي نتوءات صغيرة تشبه الأصابع موجودة في المعاء الدقيقة مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية).
ويؤدي ذلك إلى عدم امتصاص هذه العناصر مما يؤدي إلى وصول مريض السيلياك لسوء التغذية.
إقرأ المزيد حول: مرض السيلياك
ما هي أعراض مرض السيلياك؟
قد تختلف أعراض السيلياك من مريض لآخر؛ فهناك من يعانون منه بصمت، وأهم الأعراض تتمثل ب:
- فقر الدم.
- القلق.
- التهاب المفاصل وآلام العظام.
- ضبابية في التفكير.
- تعب في الجهاز الهضمي: (غازات- ونفخة- عدم راحة- إمساك- إسهال).
- إكتئاب.
- تشوه في الأسنان، وضعف المينا.
- صداع وشقيقة.
- تعب عام.
- العقم.
- تقرحات فموية.
- هشاشة العظام.
- وخز / تنميل / اعتلالات عصبية.
إقرأ المزيد عن: أعراض السيلياك الصامت.
هل مرض السيلياك الصامت يؤدي إلى الموت المبكر؟
في دراسة امتدت لخمسة عقود إجابة على سؤال هل مرض السيلياك يؤدي إلى الموت المبكر أو يؤثر على الوفاة؟، وجدت أن المصابين بالسيلياك الصامت كانوا أكثر عرضة للوفاة بأربعة مرات تقريبا من غير المصابين به.
حيث أن الانتشار الواسع للسيلياك أصبح مشكلة صحية عامة.
فهدوء هذه الأعراض تعمل على تآكل جسم مريض السيلياك لعدم قدرة الأمعاء على أداء دورها في امتصاص العناصر الغذائية كاملة مما يهدد صحة المريض.
ما هي خطورة الإسهال المرافق لمرض السيلياك؟
العديد من الأطفال تظهر عليهم أعراض السيلياك المتمثلة بالإسهال، إلا أن الأغلبية منهم لا يتم تشخيصهم بالشكل الصحيح، خاصة من هم في الدول النامية.
فيتناول منهم مكملات غذائية وأطعمة تحتوي على الغلوتين مما تزيد المشكلة سوءا.
في حالات الإسهال التي لا يتم السيطرة عليها للكبار أو الأطفال مشكلة كبيرة قد تودي بحياة صاحبها.
ما الآثار طويلة المدى لمرض السيلياك؟ هل مرض السيلياك يؤدي إلى الموت؟
يمكن أن يكون مرض السيلياك غير المعالج مهددًا للحياة.
المرضى الذين يعانون منه هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل تتعلق بسوء الامتصاص، وهشاشة العظام، وعيوب مينا الأسنان، وأمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي، وأمراض البنكرياس، والنزيف الداخلي، واضطرابات الأعضاء (المرارة والكبد والطحال)، واضطرابات أمراض النساء.
كما تم ربط مرض الاضطرابات الهضمية غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، وخاصة سرطان الغدد الليمفاوية المعوية.
إقرأ المزيد: مرض السيلياك والسرطان.
هل يؤثر مرض السيلياك على الجسم بأكمله؟
حتى وقت قريب، كان مرض السيلياك يؤثر بشكل رئيسي في الأطفال، و يرتبط بأعراض آلام البطن والإسهال والإمساك والانتفاخ، ويتميز بتلف زغابات الأمعاء الدقيقة. (الزغابات عبارة عن نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تبطن الأمعاء الدقيقة وتساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية).
ومع تطور اختبارات الدم الدقيقة والفحوصات واسعة النطاق، حددنا مرض السيلياك باعتباره اضطرابًا جهازيًا حقيقيًا يمكن أن يتطور في أي عمر ويؤثر على أي نسيج أو عضو في الجسم تقريبًا.
قد يعاني الأشخاص المصابون به من آلام المفاصل وهشاشة العظام أو هشاشة العظام وكسور العظام والطفح الجلدي والأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
إن المحفز البيئي لمرض السيلياك معروف وهو الغلوتين (وهو بروتين موجود في القمح والجاودار والشعير).
عندما نقوم بالتخلص منه الغلوتين من النظام الغذائي للأشخاص المصابين بمرض السيلياك، فإنهم عادة ما يعانون من تحسن أو حل للأعراض.
وستعود نتائج اختبارات الدم إلى وضعها الطبيعي وتتعافى الأمعاء الدقيقة.
هل مرض السيلياك له تأثير على متوسط العمر المتوقع؟
في الدراسات التي تقيم مرض السيلياك يعتقد البعض أنه قد يكون مرتبطًا جزئيًا بالالتهاب المزمن الذي يسببه، مما يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام، أو مضاعفات الحالات المرتبطة مثل مرض السكري من النوع الأول، أو الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية المعوية (نوع من السرطان).
و كانت الزيادة في معدل الوفيات بين المرضى الذين يعانون من مرض السيلياك مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأسباب أخرى غير محددة.
مرض السيلياك هل له علاقة في تأخير الشفاء من الأمراض؟
وجدت دراسة سويدية عام 2003، أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السيلياك و المصابين بأمراض مختلفة وتم إدخالهم إلى المستشفى، (كالربو، السكري، الأمراض الالتهابية الأخرى، السل وأمراض الكلى).
كان لديهم خطرا متزايدا للوفاة المبكرة أو التأخر في الشفاء.
وأشار الباحثون أنه قد يكون بسبب انخفاض العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين أ، وفيتامين E.
والجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا متبعين الحمية الصارمة الخالية من الجلوتين.
تعرف الآن على: علاج مرض السيلياك نهائيا
لا تخافوا!!!
وفي الختام نؤكد أن من يلتزم بالحمية الصارمة الخالية من الجلوتين لن يتأثر.
إذ وجد في جميع الدراسات التي ذكرناها أن أولئك الذين كانوا مهملين في الثبات على الحمية الخالية من الغلوتين كان لديهم تلف مستمر في الأمعاء.
على عكس الملتزمين بالحمية، كانت أمعاؤهم سليمة ومعدل إصابتهم بالأمراض المصاحبة ومعدل الوفاة أقل بكثير.
فالإسهال الشديد وفقدان الوزن المقترنان بالأضرار المعوية الشديدة من عدم الالتزام كان لهما دورا كبيرا في عدم التعافي.
إن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بمرض السيلياك يعيشون حياة طويلة وصحية. ومع ذلك، فإن حقيقة أننا مازلنا نرى الإشارة، حتى في العصر الحديث، تقول إنه على الرغم من تحسن الوعي وزيادة معدلات التشخيص وسهولة الوصول إلى الخيارات الخالية من الغلوتين، لا يزال هناك تأثير قابل للقياس على النتيجة النهائية.
والنتيجة هي الوفيات بين الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية الذين لا يتبعون الحميمة الدقيقة أو غير المشخصين.
ما هي العلاجات المناسبة لمرض السيلياك؟
العلاج الأساسي والوحيد المعترف به لمرض السيلياك هو اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين مدى الحياة، حيث يتضمن ذلك الامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الجلوتين أو أي منتجات قمح وشعير وشوفان وجاودار.
يجب أن يكون النظام الغذائي مبنيًا على الأغذية الطبيعية التي لا تحتوي على الجلوتين مثل اللحوم والأسماك والدواجن والفواكه والخضروات والبقوليات والأرز والبطاطس ومنتجات الألبان غير المحتوية على الجلوتين.
يجب على الأشخاص المصابين بمرض السيلياك أن يكونوا دقيقين في قراءة تسميات المكونات وتجنب المنتجات التي قد تحتوي على آثار صغيرة من الجلوتين. قد يتطلب ذلك أيضًا تجنب المنتجات المصنعة التي قد تحتوي على الجلوتين أو قد تتعرض للتلوث بالجلوتين أثناء عملية التصنيع.
إلى جانب ذلك، في حالة وجود مشاكل صحية إضافية ناتجة عن مرض السيلياك، مثل نقص فيتامين د أو نقص الحديد، قد يتم توجيهك لتناول مكملات غذائية محددة لتعويض هذه النقص.
من المهم أن يكون الاستشارة الدورية مع الطبيب المختص وأخصائي التغذية جزءًا من إدارة مرض السيلياك للحصول على توجيه ومتابعة مناسبة وضمان الامتثال الصحيح لنظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
المصادر:
https://www.health.harvard.edu/blog/can-celiac-disease-affect-life-expectancy-2020052819930