حساسية الفواكه الوبرية
تُعد مرحلة إدخال الطعام لطفلك من أهم المراحل، فربما يُظهر جسم طفلك ردود أفعال تحسسية تجاه بعض الأطعمة ومن أهمها الفواكه. فعلى الرغم من القيمة الغذائية للفواكه وأهميتها في النظام الغذائي لطفلك إلا أنها قد تسبب الحساسية لدى بعض الأطفال فيما يعرف بحساسية الفواكه Fruit allergy.
لا تقتصر حساسية الفواكه على الأطفال فقط ولكن قد تظهر أيضا عند البالغين حيث تختلف نوع الفاكهة المسببة للحساسية من شخص لآخر. وفيما يلي سنذكر نوع من الفواكه قد تعرف باسم الفواكه الوبرية ومن أمثلتها الكيوي، والشمام، والدراق، والمشمش.
ما هي حساسية الفواكه الوبرية؟
حساسية الفواكه الوبرية هي نوع من الحساسية يحدث نتيجة الاتصال المباشر مع الفواكه. وعادة ما ترتبط حساسية الفاكهة بمتلازمة الحساسية الفموية OAS والتي تعرف أيضا باسم حساسية حبوب اللقاح. وذلك نتيجة استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الموجودة فيها على أنها مواد ضارة بالجسم مثل البروتين الناقل للدهون Lipid transfer protein والتي تتشابه مع حبوب اللقاح. ومن ثم تحدث ردود أفعال تحسسية تجاه هذه الفواكه مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.
تظهر أعراض حساسية الفواكه الوبرية عادة بعد الاتصال المباشر بالفواكه في غضون دقائق، وقد تستغرق ساعة إلى ساعتين.
حساسية الدراق
قد تنشأ حساسية الدراق Peach نتيجة رد فعل حقيقي نتيجة الدراق نفسه أو نتيجة حساسية حبوب لقاح شجر البتولا. وذلك لأنه يوجد تشابه بين البروتينات الموجودة في الدراق وحبوب لقاح شجر البتولا. وبالتالي يتعرف الجهاز المناعي على الدراق على أنه حبوب لقاح شجر البتولا مما يسبب رد الفعل التحسسي تجاهه.
وتنتشر حساسية الدراق في سكان منطقة البحر المتوسط نتيجة العادات الغذائية لهم.
قد يعاني المصابون بالحساسية تجاه الدراق من حساسية تجاه الفواكه الأخرى عن طريق التفاعل التبادلي Cross Reactivity ومنها التفاح، والمشمش، والفراولة، والكرز، والبرقوق، والمكسرات، والجزر.
حساسية الكيوي
تُعد حساسية الكيوي من الحساسيات الشائعة عند الأطفال بعد البيض والحليب. وتحدث نتيجة رد فعل مناعي تجاه بروتينات الكيوي بحيث يجب تجنبه أو حتى ملامسته للأطفال المصابين بالحساسية تجاهه.
يجب الاتنباه من قِبَل الأمهات في مرحلة إدخال الطعام للطفل حيث قد يتسبب الكيوي في ظهور أعراض حساسية مثل بقع حمراء على الجلد أو طفح جلدي أو غيرها من الأعراض التي ستُذكر فيما بعد.
يُعد الأشخاص المصابون بحساسية اللاتكس هم أكثر عرضة للإصابة بالحساسية تجاه فاكهة الكيوي حيث أن مركبات الحساسية متشابهة في كل منهما.
حساسية الشمام
يتم تعرف الجسم عن طريق الخطأ على البروتينات الموجودة فيه على أنها بروتينات ضارة تهدد الجسم. أثبتت الدراسات أنه يعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الشمام من حساسية تجاه حبوب اللقاح بنسبة ١٠٠٪، كما يعاني ٦٢٪ من المصابين بحساسية الشمام بحساسية تجاه الخوخ، وكذلك يصاب ٢٣٪ من مصابي حساسية الشمام بحساسية تجاه مادة اللاتكس. ويتم ذلك عن طريق التفاعل التبادلي بين الأنواع المختلفة من الحساسية.
أعراض حساسية الفواكه الوبرية
تظهر الأعراض في غضون ١٥ دقيقة بعد تناوله وتختفي ثم تعاود في الظهور بعد ١٥ : ٦٠ دقيقة. تبدأ الأعراض خفيفة مثل
- حكة في الفم.
- احمرار وتورم الشفتين.
- سيلان الأنف.
- طفح جلدي.
ثم تزداد حدتها مثل
- صعوبة في التنفس.
- حكة وتورم الوجه.
- حرقة المعدة وآلام بالبطن.
- غثيان وقيء.
- إسهال.
وقد تتسبب في ظهور أعراض أكثر خطورة إذا لم يتم التعامل معها وتعرف بالحساسية المفرطة والتي تستوجب الذهاب إلى الطوارىء في الحال. وتشمل أعراضها
- انخفاض حاد في ضغط الدم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- فقدان الوعي.
- ضيق شديد في التنفس.
تشخيص حساسية الفواكه الوبرية:
هناك بعض الاختبارات التي يقوم بها الطبيب من أجل معرفة ما إذا كان طفلك لديه تحسس تجاه هذه الفواكه أو أي نوع منها. حيث يجب تجنب نوع الفاكهة التي يتحسس منها طفلك من أجل حمايته وتفادي ما قد يظهر عليه من أعراض. وتشمل هذه الاختبارات ما يأتي:
1- اختبار الجلوبين المناعي IgE
وفيه يتم أخذ عينة من الدم لفحص وجود الجلوبين المناعي من النوع IgE. ولكن لا يُعد هذا الفحص دقيقا نظرا لقلة كميته في الدم حتى مع ظهور الأعراض.
2- اختبارات الجلد Skin Prick test
حيث يتم اختبار الجلد بأكثر من بروتين مسبب للحساسية allergen ومن ثم مراقبة الجلد لحين ظهور أية أعراض عليه مثل الاحمرار أو التورم أو الحكة أو الطفح الجلدي.
ويتم إجراء هذا الاختبار تحت إشراف الطبيب.
3- اختبار فرك اليدين
يتم إجراء هذا الاختبار خاصة مع فاكهة الدراق والمشمش عن طريق فرك اليدين لمستخلص الدراق للتأكد ما إذا كان طفلك لديه حساسية تجاهه. وتظهر الأعراض في صورة حكة واحمرار في اليدين وطفح جلدي.
قد لا يُظهر هذا الاختبار نتائج حساسية بالرغم من وجود حساسية تجاه الدراق وذلك لأنه قد يكون معالج تجاريا ( إزالة البروتين المسبب للحساسية ).
4- اختبار الجلد لقشر الفاكهة
يُعد هذا الاختبار من الاختبارات الأكثر فعالية ودقة في فحص الحساسية تجاه الدراق. ويتم هذا عن طريق اختبار الجلد لقشر الدراق الطازج أو المجمد ومراقبة ظهور الأعراض على الجلد.
كيفية العلاج من حساسية الفواكه الوبرية وطرق الوقاية
كغيرها من أنواع الحساسية الغذائية لا يوجد علاج نهائي لها، ولكن يتمثل علاج حساسية هذه الفواكه في علاج الأعراض والتخفيف من حدتها والسيطرة عليها.
-يتم استخدام الكورتيزونات ومضادات الهيستامين في حالة الأعراض البسيطة الناتجة عن إفراز مادة الهيستامين في الدم استجابة للجهاز المناعي. ومنها الطفح الجلدي، والحكة، والتورم، والاحمرار، وسيلان الأنف، وصعوبة التنفس.
-أما في حالة ردود الأفعال التحسسية الخطيرة فيجب الذهاب إلى الطوارىء وتلقي حقنة الإبينفرين Epipen في الحال للسيطرة على الوضع حيث تساعد في تضييق الأوعية الدموية وتخفيف التورم مما يعمل على رفع ضغط الدم الذي انخفض بشدة، كما تحد من إطلاق المزيد من المواد الكميائية في الدم مثل الهيستامين.
والأهم من ذلك يجب اتباع الحمية الغذائية التي يوصي بها الطبيب لطفلك واتباع طرق الوقاية وتشمل ما يأتي:
- تجنب الفاكهة المسببة للحساسية لدى طفلك وكذلك المنتجات التي قد تحتوي عليها مثل الآيس كريم، وعصير الفواكه، وسلطات الفواكه، وكذلك المنتجات الغذائية الجاهزة.
- يمكن الوقاية من حساسية الدراق بإجراء اختبار الجلد للقشر قبل تناوله.
- يُنصح بقراءة الملصقات الموجودة على المعلبات والأطعمة للتأكد من عدم احتوائها على الفاكهة المسببة للحساسية لطفلك.
المصادر
https://www.livestrong.com/article/138434-peach-allergies/
https://www.medicalnewstoday.com/articles/317776
https://www.healthline.com/health/do-you-have-a-cantaloupe-allergy#takeaway