الشفاء من الحساسية

هل يمكن الشفاء من الحساسية؟ إلى متى تستمر الحساسية لدى طفلك تجاه نوع معين من الطعام؟ هل يتم التخلص منها للأبد أم تعاود الحدوث مرة أخرى؟ سوف نعرض في هذا المقال عدة أنواع من حساسية الطعام ومعرفة درجة الشفاء من الحساسية.

تُعد الحساسية رد فعل مناعي تجاه نوع معين من البروتين حيث يتعامل معه جهاز المناعة كمواد غريبة عن الجسم. ومن ثم يُطلق الأجسام المضادة التي تقوم بردود الأفعال التحسسية وبالتالي ظهور أعراض الحساسية.

الشفاء من عدم تحمل اللاكتوز

إن عدم تحمل اللاكتوز هو عدم قدرة الجسم بسهولة على تكسير سكر اللاكتوز الموجود في الحليب وكذلك منتجات الألبان.

يحدث عدم تحمل اللاكتوز نتيجة عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على إنتاج إنزيم اللاكتاز بشكل كافٍ لهضم اللاكتوز. قد يصاب كل من الأطفال والبالغين بعدم تحمل اللاكتوز.

أنواع عدم تحمل اللاكتوز

1- خلقية

يولد الطفل مصاب بعدم تحمل اللاكتوز، وبالتالي يجب على الأم التوقف عن الرضاعة الطبيعية واستبدالها بألبان صناعية خالية من اللاكتوز.

يتم الشفاء من هذا النوع بعد بلوغ عامين.

2- أولية

يصاب الطفل بعدم تحمل اللاكتوز بعد سن ثلاث سنوات وتستمر معه طوال حياته ولا يمكن الشفاء منها.

يمكن للمصاب بعدم تحمل اللاكتوز الحصول على الكالسيوم من خلال الألبان الخالية من اللاكتوز.

3- ثانوية

يحدث عدم تحمل اللاكتوز كأحد المضاعفات لأمراض أخرى نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.

بعض الحالات تتطلب التوقف عن الرضاعة الطبيعية حتى التعافي من تلك العدوى المسببة لهذا النوع من الحساسية واستبداله لحين التعافي بألبان صناعية خالية من اللاكتوز. كذلك لا يحتاج البعض الآخر عن التوقف عن الرضاعة.

الشفاء من الحساسية تجاه بروتين الحليب البقري

يحدث هذا النوع من الحساسية نتيجة تفاعل جهاز المناعة تجاه بروتينات الحليب عن طريق الجلوبين المناعي IgE أو عن طريق تنشيط الالتهابات ضد الجسم كالتهاب الأمعاء والقولون. يحتوي الحليب على العديد من البروتينات ولكن قد يتحسس البعض ضد نوع واحد فقط منها، والبعض الآخر ضد أكثر من نوع من البروتينات.

قد لا يتحسس الرضع من حليب الأم. ولكن في حال أن الأم تُدخل الحليب البقري في غذائها فقد تنتقل بروتيناته إلى الطفل عن طريق الرضاعة الطبيعية مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية لدى الرضع.

تُعد الحساسية تجاه بروتين الحليب هي الأكثر شيوعا بين الرضع والأطفال نتيجة إدخال حليب الأبقار باكرا في غذاء الرضع.

قد يتخلص البعض منها بعد مضي سنة ونصف، وتزول لدى معظمهم نهائيا قبل سن ثلاث سنوات.

وقد لا يتمكن البعض الآخر من تخطيها وتستمر معهم طوال العمر.

يجب التنويه إلى أن هناك اختلاف بين حساسية بروتين الحليب البقري وعدم تحمل اللاكتوز ( عدم قدرة الجسم على هضم سكر الحليب).

الشفاء من الحساسية الصويا

تبدأ حساسية الصويا في الظهور في سن الرضاعة نتيجة رد فعل تحسسي تجاه الألبان الصناعية المصنوعة من الصويا.

قد تبدأ قبل سن الثالثة حيث يستطيع البعض الشفاء منها في سن العاشرة، وقد تنتقل في البعض الآخر إلى مرحلة البلوغ.

يجب على الأم في حالة الرضع الالتزام بالرضاعة الطبيعية بدلًا من الحليب الصناعي.

كذلك يجب تجنب المنتجات التي قد تحتوي على الصويا مثل المخبوزات، والشوكولاتة، ومنتجات اللحوم.

الشفاء من الحساسية القمح

ينشط جهاز المناعة عند التعرض للبروتين الموجود في القمح، وبالتالي حدوث ردود أفعال تحسسية تؤدي إلى تآكل النتوءات البارزة في الأمعاء الدقيقة ومن ثم يكون سطح الأمعاء خالٍ من الأهداب التي تساعد على الامتصاص.

تُعد حساسية القمح من أكثر الحساسيات شيوعا عند الأطفال حيث تؤدي إلى أعراض مثل آلام بالأمعاء والبطن، والانتفاخ، والاكزيما، وكذلك قد تؤدي إلى صدمة تحسسية.

قد تحدث الحساسية نتيحة التعرض لغبار القمح مما يؤدي إلى أعراض تشبه أعراض الاكزيما أو أزمة الربو.

يتم الشفاء في معظم الأطفال بالوصول إلى سن المدرسة.

تختلف حساسية القمح عن عدم تحمل الغلوتين حيث أن عدم تحمل الغلوتين لا يستطيع الطفل أن يتخطاها وتستمر معه.

الشفاء من الحساسية البيض

هي حساسية تجاه البروتين الموجود في البيض، لذلك يجب تجنب البيض والأطعمة التي تحتوي عليه مثل الكعك وغيرها منعا لظهور ردود أفعال تحسسية.

تظهر حساسية البيض في الأطفال وقد تستمر حتى البلوغ. وربما يمكن الشفاء منها عند بعض الأطفال في سن الخامسة.

هناك بعض العوامل التي ربما توحي باستمرار حساسية البيض لسن البلوغ مثل:

حدوث الحساسية المفرطة نتيجة التعرض للبيض.
ارتفاع نسبة الجلوبين المناعي الخاص بالبيض IgE.
استجابة الجسم القوية تجاه اختبار وخز الجلد.

الشفاء من الحساسية السمسم

تصل نسبة المصابين بحساسية السمسم إلى 17% من إجمالي نسبة الإصابة بحساسية الطعام.

تصل نسبة الشفاء منها إلى 20 : 30%.

الشفاء من الحساسية الفول السوداني

يُسبب التعرض إلى كمية قليلة منه إلى ردود فعل تحسسية خطيرة تهدد حياة مصاب الحساسية.

أصبحت حساسية الفول السوداني منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة عند الأطفال. وقد تحدث نتيجة التلامس المباشر( تناول الفول السوداني ) أو التلامس غير المباشر ( تناول منتجات تحتوي على الفول السوداني ).

قد تحدث الحساسية نتيجة استنشاق طحين الفول السوداني.

يتم الشفاء من حساسية الفول السوداني مع التقدم في العمر، ولكن حتى لو ظهر أنك تخلصت منها فإنها قد تتكرر.

اقرأ أيضا: حساسية المكسرات.

الشفاء من الحساسية السمك

ليست حساسية السمك هي نفسها حساسية القشريات. ولكن يندرج كلاهما تحت حساسية المأكولات البحرية، وبالتالي تسبب القشريات ردود فعل تحسسية في الشخص المصاب بحساسية السمك فقط إذا كان لديه تحسس من القشريات.

قد لا يعطي جهاز المناعة لمصاب حساسية السمك رد فعل تحسسي تجاه كل أنواع السمك، فربما يتحسس من بعض الأنواع ولا يتحسس من البعض الأخر.

قد يصاب الطفل بحساسية السمك عند أي عمر، فهي ليس لها عمر محدد للظهور، ولكن لا يمكن الشفاء منها، فهي تستمر معه طوال حياته.

الشفاء من حساسية القشريات

تعرف حساسية القشريات أيضا بحساسية المحار، وتحدث نتيجة رد فعل طبيعي من الجسم تجاه البروتينات الموجوده في القشريات. وتتضمن الرخويات مثل المحار، والكالماري، وبلح البحر، وكذلك القشريات مثل الجمبري، والاستاكوزا، والكابوريا.

يجب تجنب ملامسة القشريات البحرية أو تناولها أو حتى التعرض لأبخرتها أثناء طهيها، كذلك ينطبق هذا على حساسية السمك.

عادة ما تلازم حساسية القشريات المصاب بها مدى الحياة ولا يمكن تخطيها.

خاتمة

أثبتت بعض الدراسات أن إدخال الطعام في النظام الغذائي للأطفال من سن أربعة إلى ستة أشهر قد يقلل من الإصابة بحساسية الطعام بنسبة قد تصل إلى 80%.

في حالة استمرارية الإصابة بالتحسس تجاه طعام معين، فإن العلاج يكمن في اتباع الحمية الغذائية التي يوصي بها الطبيب. بالإضافة إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على مسببات الحساسية، والانتباه دائما على ملصقات المنتجات الغذائية لمعرفة مكوناتها.