تحسس البنسلين أعراضها أسبابها والوقاية منها

تحسس البنسلين هي رد فعل غير طبيعي لجهاز المناعة لدى بعض الأشخاص تجاه عقار البنسلين(المضاد الحيوي).

يوصف البنسلين لعلاج أنواع مختلفة من الالتهابات البكتيرية بالمكورات العنقودية والمكورات العقدية. اليوم،

لا يزال البنسلين أحد أكثر المضادات الحيوية الموصوفة على نطاق واسع. البنسلين هو أيضًا أحد أكثر أنواع الحساسية الدوائية التي يتم الإبلاغ عنها بشكل متكرر.

يعد التعرف على تحسس البنسلين الحقيقية أمرًا بالغ الأهمية حيث أن 80 ٪ إلى 90 ٪

من الأشخاص الذين كانوا يعتبرون حساسية في السابق قادرين في النهاية على تحمل البنسلين مما يؤدي إلى انخفاض الحاجة إلى المضادات الحيوية واسعة الطيف وتطوير كائنات مقاومة للأدوية المتعددة.

لذلك، هناك حاجة إلى تشخيص دقيق عند الاشتباه في وجود حساسية من البنسلين لضمان أفضل خيارات العلاج في المستقبل.

يمكن أن تؤدي المضادات الحيوية الأخرى، خاصة تلك التي تحتوي على خصائص كيميائية مشابهة للبنسلين، إلى تفاعلات حساسية.

أعراض تحسس البنسلين.

غالبًا ما تحدث علامات وأعراض في غضون ساعة بعد تناول الدواء. أقل شيوعًا،

يمكن أن تحدث ردود الفعل بعد ساعات أو أيام أو أسابيع. قد تشمل ما يلي:

الطفح الجلدي والقشعريرة والحكة الجلدية.
الحمى والتورم.
ضيق في التنفس.
سيلان الأنف وعيون دامعة مصاحبة بحكة.
الحساسية المفرطة.

ردود الفعل المتأخرة الناجمة عن هذه الحساسسية.

تحدث التفاعلات الأقل شيوعًا بعد أيام أو أسابيع من التعرض للدواء وقد تستمر لبعض الوقت بعد التوقف عن تناوله. تشمل هذه الشروط المرتبطة بظهور تحسس البنسلين ما يلي:

داء المصل (Serum sickness) الذي قد يسبب الحمى وآلام المفاصل والطفح الجلدي والتورم والغثيان.
فقر الدم(الأنيميا) الناتج عن الأدوية، وهو انخفاض في خلايا الدم الحمراء، مما قد يؤدي إلى الإرهاق وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس وعلامات وأعراض أخرى.
تفاعل دوائي مع فرط خلايا الدم البيضاء وتهيج الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وارتفاع متزايد فى
عدد خلايا الدم البيضاء وتورم عام وتضخم الغدد الليمفاوية وتكرار الإصابة بالتهاب الكبد الخامل.
متلازمة ستيفنز جونسون أو انحلال البشرة النخري السمي، والذي ينطوي على ظهور تقرحات شديدة وتقشير الجلد.
التهاب الكلى، والذي يمكن أن يسبب الحمى، ودم في البول، والتورم العام، والارتباك، وعلامات وأعراض أخرى.

الأحداث الضائرة التي لا تعتبر تفاعلات حساسية.

قد تواجه آثارًا جانبية للبنسلين- كما يحدث مع الأدوية الأخرى- والتي لا تمثل رد فعل تحسسي تجاه الدواء.

اعتمادًا على نوع البنسلين، قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة الغثيان أو الإسهال الخفيف أو الصداع أو الحكة المهبلية.

علامات أو أعراض العدوى التي تُعالَج منها- أو أعراض غير ذات صلة – قد يُنظر إليها بالخطأ على أنها تفاعل دوائي تحسسي.

أسباب تحسس البنسلين وعوامل الخطر.

يمكن أن يكون أي شخص مصابًا بالحساسية تجاه هذا النوع من المضادات الحيوية، ولكن قد تكون أكثر عرضة للإصابة إذا الشخص لديه:

الحساسية لأدوية أخرى.
فيروس العوز المناعي البشري(الإيدز).
إبشتاين بار(Epstein-Barr)، نوع من فيروسات الهربس.
أفراد في الأسرة لديهم تحسس البنسلين.
أنواع الحساسية الأخرى، مثل حمى القش.

إذا كان الشخص مضطرًا إلى تناول البنسلين كثيرًا، لفترة طويلة أو بجرعات عالية، فقد يكون أيضًا أكثر عرضة للإصابة برد فعل سيئ.

يحدث تحسس البنسلين عندما يصبح الجهاز المناعي شديد الحساسية للدواء- يتفاعل عن طريق الخطأ مع الدواء باعتباره مادة ضارة- كما لو كان عدوى فيروسية أو بكتيرية.

قبل أن يصبح الجهاز المناعي حساسًا للبنسلين، يجب أن تتعرض للدواء مرة واحدة على الأقل. إذا أخطأ الجهاز المناعي في التعرف على تحسس البنسلين على أنه مادة ضارة، فإنه يطور جسمًا مضادًا للدواء.

في المرة التالية التي يتم فيها تناول الدواء، تقوم هذه الأجسام المضادة المحددة بتعليمه وتوجيه هجمات جهاز المناعة على المادة. تسبب المواد الكيميائية الناتجة عن هذا النشاط العلامات والأعراض المصاحبة لرد الفعل التحسسي.

قد لا يكون التعرض السابق للبنسلين واضحًا. تشير بعض الأدلة إلى أن الكميات الضئيلة منه في الإمدادات الغذائية قد تكون كافية لنظام المناعة لدى الشخص لتكوين جسم مضاد له.

إقرأ أيض ً ا : الحساسية المفرطة (Anaphylaxis ).

البنسلينات والأدوية ذات الصلة.

تنتمي البنسلينات إلى فئة من العقاقير المضادة للبكتيريا تسمى المضادات الحيوية بيتا لاكتام. على الرغم من اختلاف آليات الأدوية،

إلا أنها تقاوم العدوى عمومًا عن طريق مهاجمة جدران الخلايا البكتيرية. بالإضافة إلى البنسلين، فإن مجموعة بيتا لاكتام الأخرى المرتبطة بشكل شائع بتفاعلات الحساسية هي مجموعة تسمى السيفالوسبورينات.

إذا كان لدى الشخص رد فعل تحسسي تجاه نوع واحد من البنسلين، فقد تكون- ولكن ليس بالضرورة- لديه حساسية من أنواع أخرى من البنسلين أو لبعض السيفالوسبورينات.

تشمل البنسلينات:

أموكسيسيلين.
الأمبيسلين.
ديكلوكساسيللين نافسيلين.
أوكساسيلين.
البنسلين جي.
البنسلين V.
بيبيراسيلين.
تيكارسيلين.

تشمل السيفالوسبورينات:

سيفاكلور.
سيفادروكسيل سيفازولين.
سيفدينير.
سيفيبيمي (ماكسيبين).
سيفوتيتان.
سيفبروزيل.
سيفوروكسيم.
سيفاليكسين (كيفلكس).

كيف يتم تشخيص تحسس البنسلين؟

يمكن تقييم حساسية البنسلين من قبل أخصائي الحساسية أو اختصاصي المناعة، والذي يحصل على تاريخ دقيق ويقوم بإجراء اختبار للجلد.

يتضمن هذا الاختبار وخز الجلد بنوعين من البنسلين (يحاكي كل منهما أشكال البنسلين الموجودة في الدم عندما يأخذ المريض الدواء)

واختبارًا لاحقًا داخل الأدمة (وضع كمية صغيرة من كل شكل من أشكال البنسلين أسفل الجلد مباشرة). إذا كانت هذه الاختبارات سلبية، فمن المستبعد جدًا وجود حساسية من البنسلين.

في كثير من الحالات بعد الاختبار السلبي، يتم أيضًا إعطاء جرعة من البنسلين الفموي، تليها فترة مراقبة. إذا لم يكن هناك رد فعل،

لا يتعرض المريض لخطر حدوث تفاعل فوري خطير ويمكن استخدام البنسلين بعد ذلك. يستغرق إجراء جميع الاختبارات عادةً حوالي 2 إلى 3 ساعات.

في حالات اختبار البنسلين الإيجابي، ينتج عن وخز الجلد أو الاختبار داخل الأدمة نتوء أحمر مرتفع، مما يدل على وجود حساسية من الدواء.

يجب تجنب البنسلينات وستكون هناك حاجة إلى مضاد حيوي مختلف لعلاج الالتهابات. إذا كانت هناك حاجة إلى البنسلين،

يمكن إجراء عملية إزالة التحسس تحت رعاية أخصائي الحساسية أو أخصائي المناعة للسماح مؤقتًا باستخدام الدواء.

إقرأ أيض ً ا : فحوصات الحساسية وأنواعها .

الوقاية من تحسس البنسلين.

إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه البنسلين، فإن أبسط طريقة للوقاية هي تجنب الدواء. تتضمن الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك ما يلي:

إبلاغ العاملين في مجال الرعاية الصحية. تأكد من أن حساسية البنسلين أو أي حساسية أخرى من المضادات الحيوية
محددة بوضوح في السجلات الطبية. أبلغ أخصائيي الرعاية الصحية الآخرين، مثل طبيب الأسنان أو أي اختصاصي طبي.
ارتداء سوار تنبيه طبي يحدد حساسية الدواء لدى الفرد. ويتضمن هذه المعلومات حول العلاج المناسب في حالة الطوارئ.

بقلم الدكتورة: وسام يوسف.

كيمياء حيوية وتغذية، ماجستير بيوتكنولوجيا

References:

الوسوم