إعادة ادخال الطعام

الرابط بين السيلياك والعيون قد يكون مؤشرا خطيرا عليك الحذر منه

السيلياك والعيون

مرض السيلياك والعيون لم يعد أمرا غريبا.

فإن كنت ممن يعانون من مرض السيلياك ربما تكون قد لاحظ تأثرا في عيونك.

السيلياك يؤثر فقط على الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإسهال وآلام في الأمعاء وتشنجات في القولون وفقدان في الوزن وسوء الامتصاص.

إلا أن نصف من يعانون من مرض السيلياك؛ يعانون من أعراض صامتة تكون خارج الأمعاء.

مثل: فقر الدم، وهشاشة العظام، الاضطرابات العصبية، العقم، الطفح الجلدي، مشاكل في الرؤية والتي من الممكن أن يكون سببها سوء التغذية أو سوء الامتصاص أو التغييرات المناعية المرافقة للمرض.

واختلاف هذه الأعراض ترتبط بالاستعداد الوراثي للمريض، والحالة المناعية، والجنس والعمر عند البدء بظهور الأعراض.

ما هو الرابط بين مرض السيلياك والعيون؟

عادة يتعرض مريض السيلياك لسوء التغذية بسبب مشاكل سوء الامتصاص.

كنقص فيتامين أ، وفيتامين د، والكالسيوم.

وهذه الفيتامينات تلعب دورا هاما في صحة العيون.

  • دور فيتامين أ:

يلعب فيتامين أ دورًا مهمًا للنظر. لرؤية الطيف الكامل للضوء، تحتاج عينك إلى إنتاج أصباغ معينة حتى تعمل شبكية العين بشكل صحيح.

يؤدي نقص فيتامين أ إلى توقف إنتاج هذه الصبغات، مما يؤدي إلى العمى الليلي.

  • دور فيتامين د:

فيتامين د مهم أيضًا لصحة العين. من تحسين وظيفة الدموع إلى تقليل خطر الضمور البقعي وإعتام عدسة العين والزرق، فإن فيتامين د له تأثير إيجابي على البصر لدى الكثيرين.

 

السيلياك والعيون
السيلياك والعيون

السيلياك والعيون والأعراض المرتبطة وكيفية التعامل معها؟

هذه الأعراض شائعة بين مرضى السيلياك وتتمثل ب:

  • اعتلال الشبكية: وهو ظهور بقع صفراء إلى بيضاء في الشبكية المحيطة.

ويحدث عادة بسبب نقص فيتامين أ الذي يتسبب بالعمى الليلي.

  • إعتام عدسة العين: مع مرور الوقت وتقدم الحالة تصبخ الرؤية ضبابية والذي يتسبب بها خو نفص فيتامين د.

إذ يؤثر نقص امتصاصه على الكالسيوم، مما يزيد اعتام الرؤية.

  • جفاف العين: في طبيعة الحال مرضى السيلياك يتعرضون للإصابة بالإسهال ومما يصل بهم للجفاف، خاصة المرضى غير المشخصين بعد.

والجفاف يؤثر على جميع أعضاء الجسم، وجفاف العين قد يغير تكوين العدسة.

  • الورم المخي الكاذب: يحدث بسبب تأثير الجفاف على الجسم، بأن يقلص كمية الكلس في الدم الذي يمكن أن يؤدي لارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة لسبب مجهول، ويستمر بزيادة هذا الضغط ويزيد حجم الجمجمة.

في حال قد تم تشخيصك بأي من هذه المشاكل، عليك التوجه لطبيب الجهاز الهضمي أو أخصائي التغذية، لتزويدك بجرعة مناسبة بعد إجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من نسب الفيتامينات والمعادن التي يؤثر نقصها عليك والمتسببة بظهور هذه الأعراض.

فحينما يجد الطبيب أنك تعاني من مشكلة اعتلال الشبيكة يصف لك جرعة إضافية مناسبة لك من فيتامين أ للوقوف على حل المشكلة.

تشخيص مرض السيلياك من خلال فحص العيون

لا يمكن تشخيص مرض السيلياك عن طريق فحص العين، فالعلامات التي قد تظهر على العين في حالات نادرة جدًا قد ترتبط بمرض السيلياك، ولكن لا يمكن اعتبارها تشخيصًا.

وبخصوص الطرق الموثوقة لتشخيص مرض السيلياك فهي تشمل:

  • فحوص الدم لقياس مستويات الأجسام المضادة المتعلقة بالسيلياك.
  • تحليل خزعة من الأمعاء الدقيقة للبحث عن أي ضرر في الخلايا.
  • اختبارات وراثية يمكنها تأكيد وجود الجينات المعرضة للإصابة بمرض السيلياك.
  • الاستجابة لحمية خالية من الغلوتين بالنسبة للأعراض.

لذلك لا ينبغي الاعتماد على فحص العين فحسب لتشخيص مرض السيلياك، بل يجب إجراء اختبارات تحليلية محددة.

السيلياك والعيون
السيلياك والعيون

آثار مرض السيلياك على العيون والرؤية:

قد تظهر بعض الآثار على العيون والرؤية ناتجة عن مرض السيلياك، ولكنها نادرة قد تشمل:

  • جفاف العين: نتيجة للجفاف الذي يتعرض له الشخص، وقد يحدث التهاب الملتحمة الجافة بسبب نقص فيتامين أ.
  • التهاب العصب البصري: نادرًا ما يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يعالج.
  • ترهل شبكية العين: حيث قد تضعف الشبكية بسبب نقص الفيتامينات والمعادن.
  • تغيرات في ضغط العين: قد يرتفع أو ينخفض ضغط العين بسبب مرض السيلياك.

هذه الأعراض نادرة وغير محددة، ولا تستطيع الكشف عن مرض السيلياك بمفردها، ويجب إجراء اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص، وفي حالة وجودها قد تشير إلى ضرورة استبعاد مرض السيلياك.

هل يمكن علاج الأمراض العينية المرتبطة بالسيلياك؟

نعم، يمكن علاج الأعراض والمشاكل العينية المرتبطة بمرض السيلياك بشكل فعال إذا تم الكشف عن المرض وبدء العلاج باتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.

بعض الطرق لعلاج الاثار الناتجة بين مرض السيلياك والعيون:

  • اتباع حمية خالية من الغلوتين بشكل صارم لإصلاح أضرار الأمعاء ووقف نقص الفيتامينات والمعادن.
  • أدوية موضعية لعلاج التهاب الملتحمة أو جفاف العين.
  • أقراص فيتامين أ لعلاج نقصه وتحسين الرؤية.
  • متابعة طبية دورية لضغط العين والعصب البصري.
  • العلاج بالليزر أو الأدوية لترهل الشبكية إن لزم الأمر.

بشكل عام، يمكن عكس المشاكل المرتبطة بين مرض السيلياك والعيون بالكشف المبكر واتباع العلاج الطبي والغذائي بإرشاد طبيب مختص.

هل من الممكن تخفيف تأثير مرض السيلياك على العيون من خلال تغذية معينة؟

دور التغذية في صحة العين وصحة مريض السيلياك دور رئيسي وهام.

إذ تقوم صحة مريض السيلياك على اتباع حمية صارمة خالية من الغلوتين وتناول غذاء صحي يحمي الجسم من الوصول إلى مرحلة صعبة من سوء التغذية.

تمت دراسة العديد من هذه العناصر الغذائية فيما يتعلق بدعم صحة العين ومنع تراجع الرؤية.

فحساسية الغلوتين والاضطرابات الهضمية التي يمكن أن تسبب سوء الامتصاص تزيد من تفاقم الحاجة إلى الاهتمام بالتغذية والمكملات من أجل دعم صحة العين والرؤية على المدى الطويل.

تشمل العناصر الغذائية المفيدة لصحة العين والتي عادة ما يتم استنفادها بسبب تلف الأمعاء الناجم عن الغلوتين (السيلياك والعيون) ما يلي:

فيتامين أ: يساعد فيتامين أ على تكوين مركب يسمى رودوبسين الذي يساعد في الرؤية الليلية.

نظرًا لأن الغلوتين يسبب سوء امتصاص التهابي لفيتامين أ، فقد يحدث فقدان الرؤية الليلية لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين ومرض الاضطرابات الهضمية.

فيتامين سي: فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة الفعالة للغاية، حيث يحمي الجزيئات الأساسية في الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرة وأنواع الأكسجين التفاعلية التي يمكن توليدها أثناء عملية التمثيل الغذائي الطبيعي وكذلك من خلال التعرض للسموم والملوثات مثل دخان السجائر. تتمتع العين بمعدل استقلاب مرتفع بشكل خاص، وبالتالي فهي بحاجة إضافية للحماية المضادة للأكسدة. نظرًا لأنه يتم امتصاصه في الصائم ⁠ – الموقع الرئيسي لالتهاب الأمعاء الدقيقة – فإن نقص فيتامينسي شائع في مرضى الاضطرابات الهضمية غير المعالجين.

فيتامين E: يعمل فيتامين E أيضًا كمضاد للأكسدة. الدهون معرضة بشكل خاص للتدمير من خلال الأكسدة بواسطة الجذور الحرة، وتتركز شبكية العين بشكل كبير في الأحماض الدهنية. يهاجم فيتامين E الجذور الحرة لمنع التفاعل المتسلسل لأكسدة الدهون. يؤدي استهلاك بروتينات الغلوتين إلى اضطرابات في جهاز المناعة بالإضافة إلى نقص ثانوي في فيتامين E.

بيتا كاروتين: من الأفضل التعرف على البيتا كاروتين باعتباره الصبغة البرتقالية الموجودة في الفواكه والخضروات (مثل البطاطا الحلوة والجزر). ومن بين الأطعمة النباتية، فهو المصدر الغذائي الأساسي لفيتامين أ، وهو ضروري لصحة العين. باعتباره عنصرًا غذائيًا قابلاً للذوبان في الدهون ويتطلب امتصاصًا معويًا صغيرًا، فهو يمثل خطر نقص شائع لدى مرضى الاضطرابات الهضمية.

الزنك: لوحظ أن الزنك هو النقص الأكثر شيوعًا، حيث يعاني 59.4% من مرضى الاضطرابات الهضمية من نقص عند التشخيص. الزنك مهم في الحفاظ على صحة شبكية العين، وهو مكون أساسي للعديد من الإنزيمات، وهو ضروري لعملية التمثيل الغذائي الأمثل للعين.

اللوتين وزياكسانثين: تعمل الكاروتينات لوتين وزياكسانثين على حماية العينين عن طريق امتصاص الضوء الأزرق وإخماد الجذور الحرة. من المعروف أن مرض الاضطرابات الهضمية يسبب نقصًا في هذه العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الدهون بسبب سوء الامتصاص المعوي.

أحماض أوميغا 3 الدهنية: تحتوي أحماض أوميغا 3 الدهنية على عدد من الإجراءات التي توفر تأثيرات وقائية عصبية في شبكية العين، بما في ذلك تعديل العمليات الأيضية التي تؤثر على الإجهاد التأكسدي والالتهاب والأوعية الدموية. حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) على وجه الخصوص هو حمض دهني رئيسي يوجد بكميات كبيرة في شبكية العين. أظهرت الأبحاث أن DHA ينخفض ​​في الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية النشط. في حين ارتفعت مستويات المصل بعد اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين، إلا أنها ظلت أقل بكثير من قيم التحكم (تلك التي تم اختبارها بدون مرض الاضطرابات الهضمية).

فيتامين ب12: من المحتمل أن يكون نقص فيتامين ب12 هو السبب الأكثر شيوعًا لاعتلال الأعصاب البصرية التغذوية، وهو فقدان تدريجي للرؤية في العين. يمكن أن تحدث أوجه القصور في الأمراض التي تمنع امتصاص الأمعاء الدقيقة. حساسية الغلوتين ومرض الاضطرابات الهضمية هي سبب شائع لنقص فيتامين ب 12.

حمض الفوليك: يمكن أن يؤدي نقص حمض الفوليك أيضًا إلى اعتلال الأعصاب البصرية أو فقدان الرؤية التدريجي، وهو شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سوء الامتصاص بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك حساسية الغلوتين ومرض الاضطرابات الهضمية.

النحاس: يمكن أن يؤدي نقص النحاس أيضًا إلى اعتلال الأعصاب البصرية أو فقدان الرؤية التدريجي، وعادةً ما يحدث بسبب متلازمات سوء الامتصاص مثل مرض الاضطرابات الهضمية. وفي حالات أقل شيوعًا، يمكن أن يكون سببه الإفراط في تناول الزنك، الذي يمنع امتصاص النحاس.

هل يمكن أن تتحسن الرؤية بعد العلاج الناجح لمرضى السيلياك؟

مشكلة ارتباط مشاكل السيلياك والعيون يتم حلها باتباع الحمية الصارمة الخالية من الغلوتين، وتعويض ما يتسببه سوء الامتصاص من تلف.

فسرعان ما تسد هذه الفجوات يبدأ الجسم بالتعافي وتبدأ الرؤية في التحسن.

ما هي المستجدات الحديثة في البحوث المتعلقة برابط مرض السيلياك والعيون؟

هناك بعض المستجدات الحديثة في مجال البحث العلمي حول الرابط بين مرض السيلياك والعيون:

  • تم تأكيد وجود علاقة بين مرض السيلياك وخطر الإصابة بجفاف العين والتهاب الملتحمة.
  • ارتبطت أمراض العين المزمنة مثل جفاف العين بزيادة مخاطر الإصابة بمرض السيلياك.
  • تبين أن نقص فيتامين أ قد يكون سببا رئيسيا في المشاكل البصرية لدى مرضى السيلياك.
  • تم اكتشاف أن الحمية الغذائية خالية الغلوتين قد تساعد على تحسين أعراض جفاف العين لدى مصابي السيلياك.
  • توصلت بعض الدراسات إلى أن السيلياك قد يؤثر على بنية ووظيفة العصب البصري.
  • البحث ما زال مستمرًا لفهم العلاقة بشكل أعمق واكتشاف طرق علاج أفضل للمشاكل البصرية.

المصادر:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4768497/

http://www.kadrmaseyecare.com/eye-health–care-blog/maintaining-eye-health-with-celiac-disease-national-celiac-disease-awareness-month#:~:text=Ocular%20conditions%20associated%20with%20celiac,also%20develop%20due%20to%20malnutrition.

https://www.glutenfreesociety.org/eyesight-problems-gluten-might-be-a-factor/

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى