إعادة ادخال الطعام

مرض سيلياك والدورة الشهرية: كيف تتغلبين على التحديات وتعيشين بسعادة

مرض سيلياك والدورة الشهرية

إن تأثير مرض السيلياك على صحة المرأة يجب ألا يُهمل!

عندما تعاني المرأة من مرض السيلياك، فإن آثاره لا تقتصر فقط على صحتها الهضمية والجسدية، بل قد تمتد هذه الآثار لتشمل صحتها الإنجابية أيضًا، وهذا ما قد لا يدركه الكثير من النساء المصابات.

يعرف الآن أن مرض السيلياك، وهو اضطراب يحدث نتيجة تحسس من الغلوتين، يمكن أن يسبب اختلالات في مستويات الهرمونات داخل الجسم، وهذا بدوره قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الإنجابية لدى النساء.

في هذا المقال الذي بعنوان مرض سيلياك والدورة الشهرية، سوف نستكشف كيف يمكن أن تؤثر أعراض مرض السيلياك على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية للمرأة بشكل عام؟ كما سنناقش بعض الحلول والطرق للوقاية من هذه التأثيرات الضارة.

فهم طبيعة مرض سيلياك

قبل البدء في موضوعنا مرض سيلياك والدورة الشهرية نوضح طبيعة المرض، فمرض سيلياك (Celiac disease) هو اضطراب مناعي مزمن يتأثر فيه الجهاز المناعي بالغلوتين، وهو بروتين يوجد في القمح والشعير، والجاودار، والشوفان، والشوفان الملون، وعندما يتناول الأشخاص المصابون بسيلياك الغلوتين، يقوم جهاز المناعة بإطلاق استجابة مناعية ضارة تتسبب في تلف الخلايا الجدارية في الأمعاء الدقيقة.

تلف الخلايا الجدارية يؤدي إلى اضطراب في امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين، والدهون، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، وبدوره يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص التغذية وحدوث مشاكل صحية مختلفة.

أعراض مرض سيلياك تشمل:

  1. مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإسهال المزمن، الإمساك، الانتفاخ وآلام البطن.
  2. فقدان الوزن غير المفسر.
  3. تعب وضعف عام.
  4. فقر الدم.
  5. نقص الكالسيوم وهشاشة العظام.
  6. طفح جلدي.
  7. آلام المفاصل.
  8. تشنجات العضلات.
  9. آلام الرأس والصداع.

تشخيص مرض سيلياك

ينطوي عادة على فحص الأجسام المضادة المرتبطة بالسيلياك في الدم وإجراء فحص البيوبسي لأخذ عينة من الأمعاء الدقيقة لتحليلها والتأكد من وجود تلف في الجدار الأمعائي.

أما بالنسبة للعلاج الأساسي لمرض سيلياك هو اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين مدى الحياة، فيجب تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير والجاودار والشوفان والشوفان الملون. ينصح بتناول الأطعمة الطبيعية التي لا تحتوي على الغلوتين مثل الأرز، والبطاطس، واللحوم، والفواكه، والخضروات.

هناك أيضًا العديد من المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين المتاحة في الأسواق.

اطلع على هذا المقال: السيلياك والفرق بينه وبين الغلوتين وحساسية القمح

فهم العلاقة بين مرض سيلياك والدورة الشهرية

لا يوجد علاقة مباشرة بين مرض سيلياك والدورة الشهرية، فمرض سيلياك هو اضطراب مناعي يؤثر على الجهاز الهضمي بسبب استهلاك الغلوتين، بينما الدورة الشهرية هي عملية طبيعية تحدث في جسم المرأة تتضمن نزول الدم من الرحم.

ومع ذلك، يمكن أن يؤثر مرض سيلياك على الدورة الشهرية بشكل غير مباشر عن طريق التأثير على الحالة العامة للمرأة والتغذية العامة، إذا كانت المرأة تعاني من سيلياك غير مشخص أو غير معالج، فقد تعاني من قلة التغذية ونقص العناصر الغذائية الأساسية، وهذا قد يؤدي إلى تأثير على الجهاز الهرموني والدورة الشهرية. قد يحدث عدم انتظام في الدورة الشهرية أو غيابها تمامًا في بعض الحالات.

عندما يتم تشخيص سيلياك والالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين، ويتم التحكم في المرض وتحسين الحالة العامة للمرأة، فإنه يمكن أن يتم استعادة الدورة الشهرية إلى طبيعتها.

هل يؤثر مرض السيلياك على نظام الهرمونات والدورة الشهرية؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن مرض السيلياك قد يؤثر على نظام الهرمونات والدورة الشهرية لدى النساء، ولكن يجب ملاحظة أن الآثار الدقيقة والميكانيكية لهذا التأثير لا تزال موضع دراسة وبحث.

حيث تعتبر الهرمونات جزءًا هامًا من تنظيم الدورة الشهرية، وأي تغيير في نظام الهرمونات قد يؤثر على توازن الدورة الشهرية، وتشير بعض الدراسات إلى أن النساء المصابات بمرض السيلياك قد يكون لديهن اضطرابات في نظام الهرمونات، مثل انخفاض مستويات الاستروجين والبروجستيرون، وقد يؤدي ذلك في بعض الحالات إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أوغيرها من اضطرابات الدورة الشهرية.

ملحوظة مهمة: تحسين حالة السيلياك والامتثال لنظام غذائي خالٍ من الجلوتين قد يساعد في استعادة توازن الهرمونات وتحسين الدورة الشهرية لدى بعض المرضى.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن تأثير مرض السيلياك على نظام الهرمونات والدورة الشهرية قد يختلف من شخص لآخر. قد يكون للعوامل الوراثية والبيئية والحالة الصحية العامة للفرد دور في هذا التأثير.

مرض سيلياك والدورة الشهرية: الأعراض والتشخيص

مرض سيلياك والدورة الشهرية: الأعراض والتشخيص
مرض سيلياك والدورة الشهرية: الأعراض والتشخيص

اضطرابات الدورة الشهرية المرتبطة بمرض السيلياك تشير إلى أي تغيير في النمط الطبيعي للدورة الشهرية لدى النساء المصابات بمرض السيلياك. قد تشمل هذه الاضطرابات:

  1. 1. عدم انتظام الدورة الشهرية: قد يكون هناك تغير في فترة الدورة الشهرية أو تأخر في حدوثها بشكل غير منتظم.
  2. 2. نقص الدورة الشهرية: قد يحدث تقليل في عدد الدورات الشهرية خلال فترة زمنية معينة.
  3. 3. تكرار الدورة الشهرية: قد يزداد عدد الدورات الشهرية خلال فترة زمنية معينة.
  4. 4. ألم الحيض: قد يزداد الألم المصاحب للحيض.

تشخيص الاضطرابات التي تحدث بين مرض سيلياك والدورة الشهرية يتطلب تقييمًا شاملاً من الطبيب المختص.

يمكن أن يشمل التشخيص:

  1. التاريخ الطبي: يقوم الطبيب بسؤالك عن تاريخك الطبي وأعراضك المرتبطة بالدورة الشهرية ومرض السيلياك.
  2. الفحص الجسدي: قد يتضمن الفحص الجسدي فحصًا عامًا وفحصًا للمناطق المرتبطة بالدورة الشهرية.
  3. تحليل الدم: يتم إجراء فحص لمستويات الهرمونات في الدم لتقييم توازن الهرمونات.
  4. فحص الأشعة التلفزيونية: يمكن أن يتم إجراء فحص الأشعة التلفزيونية للحوض لتقييم هيكل الرحم والمبيضين والتأكد من عدم وجود تغيرات أخرى.

إذا كان الطبيب يشتبه في وجود اضطرابات في الدورة الشهرية المرتبطة بمرض السيلياك، قد يتم إحالتك إلى اختصاصي أمراض النساء أو اختصاصي الغدد الصماء لتقييم ومتابعة الحالة بشكل أكثر تفصيلاً.

هل هناك آثار جانبية للعلاجات المستخدمة لتنظيم الدورة الشهرية لدى مرضى السيلياك؟

تختلف العلاجات المستخدمة لتنظيم الدورة الشهرية لدى مرضى السيلياك وفقًا للحالة الفردية وتوصية الطبيب المعالج، فقد يشمل العلاج استخدام الهرمونات المثيلة (مثل حبوب منع الحمل المعدلة بالهرمونات) أو العقاقير المنظمة لنشاط الهرمونات.

ومثله مثل أي علاج آخر، قد تنطوي هذه العلاجات على بعض الآثار الجانبية التي قد تكون متفاوتة وتختلف من شخص لآخر، وقد تشمل:

  1. 1. الغثيان والقيء: قد تعاني بعض النساء من غثيان أو قيء خفيف بعد تناول العلاجات المنظمة للدورة الشهرية، وقد يتلاشى هذا التأثير الجانبي بمرور الوقت أو بتعديل الجرعة.
  2. 2. الحساسية الجلدية: قد يحدث بعض الأشخاص تفاعل جلدي مع العلاجات المستخدمة، ويجب الاتصال بالطبيب إذا ظهرت أي علامة تحذيرية مثل طفح جلدي أو حكة شديدة.
  3. 3. الاضطرابات النفسية: يمكن أن تؤثر بعض العلاجات على المزاج والحالة النفسية للأشخاص.
  4. الاضطرابات الهضمية: قد تشمل العلاجات بعض الاضطرابات الهضمية مثل الإسهال أو الامتلاء المعوي.
  5. 5. الآثار الوعائية: قد يحدث اضطراب خفيف في الضغط الدموي أو تورم في الأطراف كآثار جانبية لبعض العلاجات.

من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج ومناقشة المخاطر والفوائد المحتملة، بما في ذلك الآثار الجانبية المحتملة.

اقرأ أيضًا: هل مرض السيلياك يسبب السرطان؟

هل يمكن أن تساعد الممارسة الرياضية وإدارة التوتر في تحسين العلاقة بين مرض سيلياك والدورة الشهرية؟

نعم، الممارسة الرياضية وإدارة التوتر قد تلعبان دورًا في تحسين الدورة الشهرية لدى مرضى السيلياك.

هل مرض السيلياك يؤثر على الخصوبة؟

الدراسات تشير إلى أن النساء اللواتي يعانين من مرض السيلياك قد يكون لديهن نسبة أعلى من مشاكل الخصوبة مقارنة بالنساء الأخريات، وفي الواقع تظهر بعض الأبحاث أن نسبة حدوث مشاكل الخصوبة ترتفع بين 8% و15% لدى النساء اللواتي يعانين من مرض السيلياك، ولكن يجب ملاحظة أن هذه النسب قد تتفاوت وتعتمد على عدة عوامل بما في ذلك تشخيص المرض والامتثال لنظام غذائي خالٍ من الجلوتين ومدى تأثير المرض على الصحة العامة للفرد.

كيف يمكنني تخفيف ألم الدورة الشهرية إذا كنت مصابة بمرض السيلياك؟

يمكن تخفيف ألم الدورة الشهرية إذا كنت مصابة بمرض السيلياك من خلال اتباع بعض الإجراءات والتغييرات في نمط الحياة.

هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:

التغذية الصحية: تأكدي من اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين بدقة، حيث يمكن أن يكون تناول الجلوتين سببًا في زيادة الالتهاب والألم أثناء الدورة الشهرية.

مكملات الفيتامينات والمعادن: تأكدي من تناول مكملات الفيتامينات والمعادن إذا كنتِ تعانين من نقص فيتامينات أو معادن نتيجة لامتصاص غير كافي للعناصر الغذائية بسبب مرض السيلياك، فبعض الفيتامينات مثل فيتامين D والكالسيوم يمكن أن تساعد في تخفيف الألم.

الماء الساخن والزنجبيل: شرب مشروبات ساخنة مثل الشاي بالزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية.

ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام قد تساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل الألم أثناء الدورة الشهرية، يمكنكِ اختيار نشاطًا بسيطًا مثل المشي أو السباحة.

الاسترخاء والتقليل من التوتر: التوتر والضغوط النفسية يمكن أن يزيدا من حدة الألم، فممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تكون مفيدة.

العلاج الدوائي: في بعض الحالات، يمكن للأطباء توصيل العلاجات الدوائية المثلجة لتخفيف الألم والتشنجات خلال الدورة الشهرية.

في النهاية:

لا يوجد علاقة مباشرة بين مرض السيلياك والدورة الشهرية، ومع ذلك التزام المرأة المصابة بمرض السيلياك بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين يمكن أن يحسن الحالة العامة للجسم ويؤثر بشكل إيجابي على توازن الهرمونات والدورة الشهرية.

عرض المزيد

Zahia Al Saleh

مبادرة متحسس لكن مش محروم مبادرة مجانية لخدمة جميع مصابي الحساسية من جميع أنحاء. الحساسية الغذائية المتعددة، تفرض حياة جديدة قاسية مكلفة ماديا واجتماعيا واقتصاديا عليهم.

المقالات المشابهة

زر الذهاب إلى الأعلى